إيمان الدبيّان
تشرق شمسٌ، ونقلِبُ صفحةَ يومٍ، ونبدأُ عاماً وطنياً جديداً يُضاف إلى عمر الدولة السعودية الثالثة مُنذ عام ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين العام الذي توحدت فيه المملكة العربية السعودية وإلى اليوم، مُنذ حكم الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده محمد بن سلمان -رعاه الله- تلك الفترة التي تَعَاقَب على الحكم فيها المؤسس وعدد من أبنائه، وفي كل عهد كانت المملكة العربية السعودية لها مكانتها وسيادتها وسياستها الداخلية والخارجية التي جعلت من السعودية وشعبها وحكامها دولة متميزة متفردة بأمنها ولُحْمتها وولائها.
لو تحدثت وكتبت عن حكامنا خلال أكثر من تسعين عاما لن يكفي ذلك مجلدات؛ ولكني سأكتب عن رجل واحد منهم بشيء من المقتطفات، للإجابة على سؤال حول هذا الرجل بلا مقدمات، مضمونة ماذا فعل لنا وبنا ولي العهد محمد بن سلمان؟
قبل الإجابة على السؤال مهم أن أذكر سبب الاستفهام، قبل الجواب وطرح مضمون الحال الذي اشرت إليه أول المقال، وذلك لأن لشمسنا اليوم شعاع غير كل الشموس، وفي صفحاتنا عِبر ودروس، ولأعوام خُلدت مع ولي العهد محمد بن سلمان ترتفع الرؤوس، وتطمئن لمستقبلها النفوس.
الأمير الشاب الذي أدهش حوله العالم سواء متفقين أو مختلفين ، الأمير الشاب حفيد المؤسس المتشابه معه شكلا وعزيمة، وإرادة وشجاعة وقوة شكيمة، ماذا فعل بنا ولنا؟!
محمد بن سلمان ذو الستة والثلاثين عاما اختصر لنا نحو التطور والتقدم مسافات الزمن، وعبر بنا إلى بر النجاة في أقسى المحن، أغلق كهوف التطرف، قضى فكرا وواقعا على التخلف، منحنا مفاتيح أبواب الحرية الإنسانية، وضعنا في مقدمة مراكز التنافس العالمية، عرَّف العالم حقيقة بنا، جعل الشعوب تضرب المثل إيجابية فينا، استرد حقوقا غائبة، رسم رؤية صائبة، هذا بعض مما فعله بنا، وبقليل سأستشهد بما فعله بشفافية لنا، عندما واجه الفساد من رأس الهرم علنا وجفف منابع أسفله جهرا، كل ما يحتاجه المواطن يجده بلمسة أيقونة إلكترونية، وجميع ما يحتاجه الوطن موفر بأعلى تقنية، شجاعته جعلته يقول لا للدول العظمى، هيبته تخشاها الدول الكبرى قبل الصغرى، للصديق سند وذخر، وللعدو كمد وزجر، لديه همة جعلتنا معه نكون في القمة، هذا بعض مما كان لنا وبنا مع أمير قلوبنا، وفخر شعبنا، وقدوة شبابنا، فكان لي أن استحضر جوابا لسؤال دار في الخاطر وأنا استذكر مجد وطني العاطر..