إيمان حمود الشمري
كان اليوم الوطني مجرد يوم إجازة يستغله الموظف للسفر والاستمتاع خارج البلاد، لم يحدث أن حرص المواطن على البقاء في البلاد للاحتفال باليوم الوطني مثلما حدث هذا العام، كان الاختلاف في الابتهاج واضحاً في كيفية وعمق التفاعل الذي حدث ومن عدة جوانب لفتتني، فوراء كل ما حدث من تغيير رجال صدقوا الرؤيا ونفذوا ما وعدونا به.
ما يحدث الآن هو تغيير جذري في القناعات بجعل المواطن يفضل البقاء على السفر في بلد توفر له كل الأدوات السياحية من الرفاهية والمتعة، وهذا التغيير لم ينعكس على قناعات المواطن فقط وإنما طال حتى الدول المجاورة، إذ حرص السياح على القدوم للمملكة العربية السعودية لمشاهدة مظاهر الاحتفال ومشاركتها في هذه المناسبة الكبيرة، والتي تعتبر ظاهرة جديدة تنبئ ببوادر بروز المملكة العربية السعودية كدولة سياحية بدأت تتضح معالمها على خارطة العالم السياحي، وذلك أكبر دليل على جهود الدولة المبذولة في التسويق الجبار لهذا البلد الذي يستحق أن يكون سياحياً من الطراز الأول، وأن هذه الجهود وهذا العمل العظيم وهذا التغيير الذي تعيشه المملكة في تسارع ونمو سريع لم يذهب أدراج الرياح وإنما انعكس على انطباع أبنائها وجيرانها من الدول بجعلها مكاناً جاذباً وبيئة سياحية تثير الفضول والشغف لاكتشافها.
اكتظت الشوارع بمسيرات ترفع الأعلام والشعارات من مختلف الأعمار، وكان لكبار السن هذا العام حضور لافت للمشاركة بهذه المناسبة، لوهلة يخيل إليك أن لا أحد يجلس في البيت من شدة الازدحام في الشوارع، أصبح اليوم الوطني ظاهرة للاحتفال باعتباره مناسبة رسمية تستحق الاحتفاء والتميز إذ حرص الأهالي على الاحتفال به حتى في بيوتهم وإعداد ترتيبات وتفاصيل وشراء أزياء مخصصة لهذا اليوم، كما عمت الفرحة كل الأبنية الحكومية والخاصة والمحلات التجارية، إذ يعتبر هذا التفاعل ليس مجرد احتفاء باليوم الوطني وإنما هو شعور أعمق بتعزيز روح الانتماء والحب والفخر بهذا الوطن.
23 سبتمبر، الشهر التاسع الذي أنجب لنا مملكة الفخر التي بلغت عامها الواحد والتسعين دون أن تهرم، فكل الشكر لبلدي الغالي، وكل الشكر لرجال الأمن الذين سيطروا على حركة المرور وحفظ الأمن والأمان خلال الاحتفالات، وكل الشكر لأبناء شعب المملكة والمقيمين الشرفاء على أرضها، حيث عشنا جميعاً فرحة موحدة بتمازج وانسجام كبير جمع كل الطبقات وبمختلف الجنسيات بهدف واحد، فهي ليست فقط داراً لنا وإنما أيضاً للمواطن والمقيم والسائح دار.