كاتب فهد الشمري
واحد وتسعون عاماً يستذكر الجميع أن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه الذي فتح ووحد هذه المملكة على ظهور الخيل يسانده رجال أشاوس شجعان واصلوا الرسالة والمسيرة حتى تحقق المراد والفروسية أصبحت جزءًا من تراث وهوية المملكة ويكفيها أن خادم الحرمين الشريفين هو رئيسها الفخري وتحظى باهتمام ومتابعة من ولي عهده الأمين حفظهما الله.
واحد وتسعون عاماً مضت تحولت الصحراء فيه إلى بساتين خضراء، واحد وتسعون عاماً وعلم التوحيد يرفرف خفاقاً عالياً شامخاً رغم الظروف التي عاشتها المملكة بين فترة وأخرى، إلا أنها ظلت ولا تزال تسير في خطى ثابتة في درب الكفاح والنجاح الذي خطه من أول يوم المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز آل سعود وسار عليه أبناؤه الكرام الذين تعاقبوا على الحكم وحتى هذه اللحظة التي يقود فيها زمام الأمور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. واحد تسعون عاماً نفخر بها ونعتز بها ونحن نعيش الأمن والاستقرار والنماء والازدهار، ونحن نرى المملكة وهي قبلة للعالم من مختلف أصقاع الأرض، ونراها وهي تتصدر الواجهة الإعلامية في كل القنوات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة، والجميع يتحدث عنها، وكأنها معجزة تجري على الأرض، وما كان ليكون إلا بفعل التنظيم والحنكة والشجاعة التي وهبها الله للأسرة المالكة الكريمة التي تسير وفق مخططات واستراتيجيات مدروسة ومرسومة منذ ذلك العهد واليوم رؤية 2030 الوطن الطموح والاقتصاد المزدهر، والمجتمع الحيوي، يقابلها التوفيق من الله تعالى.
واحد وتسعون عاماً تستحق أن تكتب بحروفٍ من ذهب، ففيها تغيرت خارطة العالم، وولد اسم جديد في الجزيرة العربية اسمه المملكة العربية السعودية، ليعلم العالم بأسره أن المستحيل يمكن صنعه، والصعب يمكن تجاوزه، وما لا يمكن تصوره صار يرى بالعين المجردة، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا بفعل إرادة صلبة وشجاعة لا مثيل لها، وحكمة قلما توجد في هذا الزمن من قبل ولاة الأمر حفظهم الله. واحد وتسعون عاماً والمملكة تمضي قدماً في مسيرة التنمية والبناء، وتتعامل مع كل الأمور بالحنكة والحكمة والشجاعة، فهي تعطي لكل قضية وحدث قدرها وتتصرف فيها وفق ما يستلزم الموقف منها، فمن حنكة المؤسس رحمه الله التي شكلت نواة الدولة وإعلان تأسيسها، إلى قيادة سعود التي لم تحد عن خطى أبيه وفي عهده تأسست المنشآت الحكومية والأهلية ووضع لها الأنظمة إلى شجاعة وحنكة فيصل الذي اتسم بالسياسة والدهاء والذي عرف بأنه رائد التضامن الإسلامي، إلى قيادة خالد الذي بدأ في إرساء وظهور الطفرة العقارية والصناعية والزراعية، إلى تطوير فهد الذي تبنى نهج خالد وأكمل مسيرة البناء والتطوير داخلياً وخارجياً وعرف بشجاعته لمجابهة الأخطار المحدقة بالعرب والمسلمين، إلى التنمية والازدهار والرخاء والتسامح في عهد عبدالله والذي تبنى الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، ثم إلى الحزم والعزم والحسم ومحاربة الفساد وصياغة الرؤية الوطنية 2030 في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله. واحد وتسعون عاماً والمملكة تسير من الحسن إلى الأحسن، ومن تقدم إلى رفعة وشموخ، رغم كل العواصف التي تحدث من هنا وهناك، فلكم تعرضت المملكة للقدح من الأقلام المغرضة، وللتشكيك من الألسنة الحاقدة، وللتشويه من الإعلام المعادي، ومع ذلك فهي تسير دون مبالاة لما يقال أو يذاع، فواثق الخطوة يمشي ملكاً، مهما علا وارتفع نباح الحاقدين، فضوء الشمس لا تحجبه الغمام، ومسيرة النماء لا يوقفها أحد، طالما وإرادة القيادة السياسية عازمة عليها وماضية في تحقيقها. واحد وتسعون عاماً والمملكة بخير وقيادتها بخير ورجال أمنها في خير وشعبها في خير، والآمال معقودة على القيادة الرشيدة بالمضي وفق المخطط الذي رسمه المؤسس منذ أعلن عن قيام الدولة السعودية المباركة. واحد وتسعون عاماً ويدي المملكة ممدودة لكل الأشقاء والأصدقاء، تارة تساعد الفقراء والمنكوبين، ومناصرة المظلومين، وتاة تقدم العون للدول الضعيفة اقتصادياً، وتارة تقف مع جيرانها مع الشرعية التي حاول ذراع إيران في اليمن النيل منها وسلبها من أصحابها، وتارة في بناء المنشآت الطبية والصحية التي تساهم في مستوى تطوير القطاعات الصحية في البلدان الشقيقة والصديقة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ولكم اندهش العالم لقدرة المملكة في التصدي لوباء جائحة كورونا حيث سجلت أعلى معدلات الشفاء من خلال الخطة الحية التي وضعت بعناية كبيرة. واحد وتسعون عاماً وشعار المملكة العطاء بلا حدود، وهي نفسها التي تنشد السلام وتدعو إليه وتساهم في صناعته حتى أصبحت تسمى مملكة الإنسانية.
حفظ الله المملكة وقيادتها ورجال أمنها وشعبها وأدام الله علينا ظلها وعزها، فحق لنا أن نفخر بوطن كله منجزات، وحق لنا أن نفخر بتاريخ مرصع بالذهب، وحق لنا أن ننشد السمو الكامل طالما ولدينا قيادة تصنع المعجزات وترسم السياسات التي توصلنا إلى القمة، وإرساء العدل وتطوير المنظومة القضائية برمتها والتي شهدت تطوراً نوعياً وفريداً في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكل عام والوطن والجميع بخير..
واحد وتسعون عاماً وشعارنا هي لنا دار، وأدام الله عزك يا الوطن الغالي.