عبدالله عبدالرحمن الغيهب
الأب والأم مصدر أمان لأبنائهما ذكوراً وإناثاً ومعين حب وعاطفة ومشاعر وأحاسيس.. اختلال أحدهما يؤثِّر سلباً على العقل والتفكير، وربما انسحب على حياة الأبناء وظل يطاردهم في المنزل والعمل مكدراً صفو الحياة والحرمان من المتع المباحة. إن الأبناء الذين يعيشون بين أبوين متفاهمين ينشأون سعداء لا تفارقهم الابتسامة، يفيضون بالمودة وصدق المحبة لكل من حولهم.. يأنسون ويؤنسون، قلوبهم صافية وعقولهم متفتحة وأمزجتهم متوازنة لا يشتمون ولا يتبرمون ولا يحقدون، صفاء ونبل في الأخلاق والتعامل والسماحة لا ترى على محيّاهم تبرم أو شكوى جادين في حياتهم مخلصين في أداء واجباتهم الأسرية والاجتماعية متفانين في خدمة وطنهم وصلة الرحم وبر الوالدين.
التربية لا تنحصر في التعليم وحده أو توفير متطلبات الحياة من مطعم ومشرب ومركب وترفيه فهذا وحده لا يكفي، فالولد أو البنت منذ الولادة، بل وقبل الولادة لا بد أن يحاط بالرعاية وفي مقدمتها الحنان بأشكاله ويستمر معه بمناسبة وغير مناسبة، فبعض الناس يظهر مشاعر جميلة في حالة تفوق دراسي أو موقف يسر فيه ثم تغيب الابتسامة لشهور أو أكثر وهذا خطأ وله تأثيراته على صحة الأسرة النفسية والاجتماعية، فالبشاشة والكلمة الطيبة تعزِّزان الراحة والصفاء الذهني لدى أفراد الأسرة والعكس صحيح، فلا نبخل بإظهار مشاعر الفرح والمحبة لمن حولنا ولنتحاش قسوة الكلام والتجهم والجفاء ليسعد الجميع ويفرحوا بحياة مريحة وسعادة دائمة.