بشرى فيصل السباعي
القضية الفلسطينية وصلت لطريق مسدود بعد حوالي نصف قرن من المفاوضات العقيمة في سبيل تحقيق سراب إقامة دولتين، فحتى مسؤولو السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً لا يستطيعون التنقل بدون إذن رسمي من السلطات الإسرائيلية ولا حتى للعلاج، أي أنه على الأرض لا حقيقة لوجود أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة يعيش الفلسطينيون فيها حياة طبيعية بدون حواجز عسكرية إسرائيلية وبدون الحاجة لتصاريح عسكرية للتنقّل حتى بين بيوتهم ومزارعهم أو للعلاج، حيث الواقع أن حتى الطفل الفلسطيني أقل من ست سنوات المصاب بالسرطان المرحلة الأخيرة لا يمنح والديه تصريحاً إسرائيلياً لمرافقته في المستشفى كما نشر الإعلام العالمي، فما هو الحل؟ الحل فتح بابه تقرير مزلزل صدر مؤخراً لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» يتهم إسرائيل بارتكاب «جريمتي فصل عنصري/ Apartheid واضطهاد يصل لدرجة جرائم ضد الإنسانية والأفعال اللا إنسانية» بحق الفلسطينيين لغاية «هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين» والتقرير من 213 صفحة واستخدم التقرير مصطلح «Apartheid-نظام الفصل العنصري» الذي كان قائماً بجنوب إفريقيا وقاطعه العالم مما أدى لتفكيكه وإزالة هيمنة البيض على السود تحت نظام عزل واحتلال، وهي أشنع تهمة يمكن اتهام دولة بها وتعادل تهمة معاداة السامية بالثقافة الغربية السياسية، وذكر أن عدد السكان بإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة 6.8 مليون يهودي و6.8 مليون فلسطيني، وللأسف الفلسطينيون لم يستثمروا هذا التقرير بأي شكل، وواقعيا يمكن استثمار التقرير بالإضافة للتعاطف الحالي العالمي الجارف مع الفلسطينيين للتأكيد على الممارسات الإسرائيلية المضادة للطابع الديمقراطي الغربي المتحضّر الذي تزعمه إسرائيل.