رمضان جريدي العنزي
التحرش سلوك عدواني متعمد، يهدف إلى الاعتداء على حرية وكرامة المتحرش بها، مما يولد خوفا وهلعا وترويعا لديها، إن الذي أو الذين يقومون بالتحرش لديهم عوامل تعرية سلوكية وأخلاقية وتربوية، ويحملون أفكاراً استعلائية على الآخرين، وينظرون إليهم بدونية مقيتة، يمسون الكرامة، ويستبيحون الحرية الشخصية باسم الذكورية العفنة، انه سلوك دنيء، وأخلاق هابطة، وأفعال قاصرة، لا ترقى لمستويات الإنسانية والشهامة والرجولة، إن الذين يقدمون على هذه الأفعال والأعمال غير أسوياء وينحدرون إلى الدرك الأسفل المتدني، إن عقول هؤلاء صغيرة وأن كانت أجسامهم كبيرة، إن إيحاءاتهم وإيماءاتهم التي يحدثونها تخرج عن نطاق الأدب والذوق كونها نتاج فكر مريض، وعقلية سقيمة، إن مسألة التحرش تصرف لا يليق بالإنسان السوي، ولا يمكننا الاستخفاف بها، ولا بد من علاجها العلاج الناجع القوي المتين، حتى لا تصبح خطرا يهدد الجميع ويقلق الناس والعائلات، بل يجب أن تأخذ مساحة كبيرة من اهتمامنا وتفكيرنا، ولا يجب أن نكون ساكتين ومتفرجين وغير مبالين، أو أن نتغاضى عنها وعن إحباطاتها القبيحة واللاخلاقية، إننا لا يمكن أن نعدها ظاهرة، ولكنها ازدادت في الآونة الأخيرة وخاصة في اليوم الوطني، ولهذا يجب علينا أن نشد الهمم من أجل القضاء على هذه السلوكيات المشينة، والآفة القبيحة، ونبدأ بالأسرة التي يجب أن نطالبها قبل غيرها بأن تزرع في نفوس أبنائها القيم والثوابت، وأن تزيد جرعة التربية المتوازنة لديهم، إن القيم إن زرعت بطرق حسنة وصحيحة تصبح جدارا منيعا، ومنارة إشعاع، تجبر الإنسان على احترام الآخرين والتعامل معهم وفق مبدأ الإنسانية والتعايش بحرية وكرامة، إننا شعب حضاري عظيم يرفض الخطأ والتجاوز والتعدي، ومن هذا المبدأ لا بد من الاسراع في معاقبة المتحرش فوراً لينال جزاءه العادل، ولكي يكون عبرة للآخرين، ولتصبح شوارعنا ومياديننا وأسواقنا ساحة للعفة والذوق والأدب والسلوك الحسن.