عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان بين تاريخين تاريخ ولادته وتاريخ وفاته وما بينهما يبني الإنسان سمعته، والسمعة ما يُسمَع عن الإنسان من ذكر حسن أو سيئ كذلك الانطباعات التي تكون في نفوس الآخرين عن الإنسان، والإنسان مهما كان لونه وعرقه ودينه لا يرضى أبداً أن تكون سمعته سيئة، حتى لو يخسر أشياء ثمينة في حياته، إنّ السمعة تعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. لكن هناك نسبة مئوية لا بأس بها من الناس لا يدركون معنى السمعة وربما لا تهمهم سمعتهم. إذا أردت أن تكون حسن السمعة، فساعد عدداً أكبر من الناس، ولا تساعد شخصاً واحداً مرات كثيرة هذه هي النصيحة التي خلص إليها ثلاثة باحثين من الولايات المتحدة متخصصين في علم الإنسان وذلك بعد أن درسوا في إحدى جزر الكاريبي مدى تصرف الناس بشكل تعاوني وكيف يتلقون مساعدة من الآخرين بعد ذلك.
حياة الإنسان فانية وما يبقى سمعته العطرة سمعته النظيفة، والسمعة الطيبة لا تشترى بالمال حين لا ينفع المال. والسمعة الحسنة بعد وفاة حياة أخرى حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). العلم الذي ينتفع به وليس العلم الذي يهدم ويدمر الإنسان. للأسف هناك بعض الكُتاب والروائيين والمثقفين من يكتبون أو يؤلفون ما هو خارج القيم الإنسانية ويقتحمون الثالوث المحرم (الدين الجنس السياسة). ظانين أنهم يبحثون عن الشهرة السلبية ونسوا سمعتهم وما سوف يتركونه بعد وفاتهم.
سجل تاريخ تفاصيل حياتك كما تحب وبالطريقة التي تحبها أنت من يكتب ذلك وليس من حولك، تلفت من حولك وأسال كم صفحة من سجل تاريخ حياتك تود تمزيقها ستجد عشرات الصفحات ربما مئات الصفحات هذه هي السمعة التي لا تود أن تبقى بعد مماتك. وهناك للأسف من يسعى لتشويه سمعة إنسان آخر «إذا ما قدرت عليه شوّه سمعته»! إنها قمة الأنانية والتعدي على سمعة الآخرين. واستعادة السمعة الطيبة بعد فقدانها ليس بالأمر الهين.
سمعة الإنسان تعيش دهراً طويلاً وهذا ما نجده في تاريخنا العربي والإسلامي، وعلى مستوى العائلة التاريخ لا ينسى الإنسان سيئ السمعة فسمعته باقية ومتناقلة جيلاً بعد جيل. فلا تكدر بها نفسك ومن حولك. وإذا أردت القضاء على إنسان شوه سمعته وهذا من طبع الضعفاء الذين يعجزون عن المواجهة. سمعة الإنسان سور عظيم يحيط به من جميع الجهات وحولها خط أحمر.
وفي الختام بين الولادة والوفاة يبني الإنسان سمعته فلا تترك الآخرين يشوهون سمعتك وصورتك في مجتمعك وفي محيطك. اقتبس: (أفضل طريق لاكتساب سمعة جيدة أن تحاول الظهور بالشكل الذي تريده أنت) سقراط.