«الجزيرة» - كتب:
برزت مؤخرًا ظاهرة كتب السيرة الغيرية التي يؤلفها بعض المهتمين، والتي تعنى بسيرة شخص آخر غير المؤلف، ومن هذه المؤلفات كتاب: «رحلة الكفاح في الصرافة والأعمال»، الذي يرصد سيرة هذا الرجل، ويلقي الضوء على جانب مهم وهي الأسر المعنية بمهنة الصرافة وما يتصل بها، حيث حرصت أسرة صيرفي على توريث هذه المهنة إلى الأجيال اللاحقة عبر قرنين من الزمن، وتتسامى قيمة هذا الكتاب عبر المقدمة التي سطرها أول رائد فضاء عربي مسلم وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الذي تطرق عبر هذه المقدمة إلى سيرة رجل الأعمال والمصرفي صالح صيرفي ومسيرته في هذا الجانب، ليتطرق سموه إلى الجانب المهم وهو فعل الخير وخدمة المعوقين وبذلك يبرز الجانب الأهم في شخصية صيرفي.
كما تضمن الكتاب كلمة دونها رجل الأعمال صالح عبدالله كامل رحمه الله، تطرق خلالها إلى جوانب عديدة من شخصية صيرفي.
وتبرز في هذا الإصدار العديد من الجوانب المهمة في شخصية صيرفي، إلى جانب بعض القصص المعبرة ومنها حكاية انسحاب صيرفي من الدراسة والالتحاق بالعمل الميداني صبياً في أحد دكاكين والده للصرافة التي كانت بالمسعى، ليتطور به الأمر ليؤسس أحد أبرز مؤسسات الصرافة في المملكة.
ولم يقتصر التويم على سيرة صيرفي فقط بل تناول تاريخ الصرافة في مكة المكرمة، ليقف على مراحل تطورها في الحرم المكي الشريف، وفي المدينة المنورة، والمهام التي كان يقوم بها أرباب الصرافة في خدمة من يقصدون الحرمين الشريفين، وخصوصًا الحجاج، إلى جانب تطور مهنة الصرافة في المملكة، وهذا الكتاب الذي يرصد كل هذه النقاط المهمة يقع في 380 صفحة من القطع المتوسط، واختار معده أن يكون إخراجه متميزًا وعلى صفحات فاخرة تعكس اهتمام المعد بالكتاب ومادته المتنوعة التي تضمنت أيضًا قصصًا تاريخية مشوقة عن نشاط «صيرفي» التجاري الرصين ومن أبرز هذه الصفقات التي أبرمها صفقة أسواق الأمير عبدالله الفيصل في الغزة في ستينات القرن المنصرم، حيث أقدم على شراء أسواق الأمير عبدالله الفيصل بقيمة 80 مليون ريال لتكون هذه الصفقة من أكبر الصفقات التاريخية المؤثرة في المنطقة، وازدادت أهميتها مع انضمام السوق إلى توسعة الملك فهد للمسجد الحرام حيث تم تثمين السوق بمبلغ ضخم جدًا قارب المليار ريال، ومن المواد المثيرة في الكتاب حكاية صيرفي مع الاستثمار في جمهورية مصر العربية، وكيف تعامل مع مرحلة حساسة في تاريخ مصر التي كانت تتجه آنذاك إلى تأميم الاستثمارات ومصادرتها أثناء مدة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، وعن خطة صيرفي المحكمة في الهرب من مصر إلى لبنان ثم العودة إلى السعودية، بعد أن عبر بأمواله هذه الأبحر المتلاطمة إلى بر الأمان، وتمثل سيرة حسن صيرفي سيرة ملهمة للشباب ولرواد الأعمال الذين يبحثون عن القصص والتجارب العصامية في تأسيس الأعمال الحرة.