حميد بن عوض العنزي
التسابق التقني توجه عالمي ومؤشر لتقدم الأمم للعقود القادمة، بل إنه مؤشر للقوة وعامل حاسم في مجالات كثيرة تتسابق الدول للسيطرة عليها.
ولدينا حراك هائل في الجانب التقني في كل من الجهات والحاضنات، ولأن الجامعات عادة ما تقود شعلة الحراك العلمي والابتكار، ورغبة في معرفة بعض المعلومات في هذا الجانب قمت بزيارة الموقع الالكتروني لوادي الرياض التقني التابع لجامعة الملك سعود لكنني أصبت بخيبة عندما وجدت واجهة الموقع خالية إلا من خبر يعود تاريخه إلى عام 1439هـ! ولم أجد في الموقع أي معلومات تقودني إلى أي منجز على الرغم من مرور أكثر من 15 عاماً على تدشين الوادي، وهذا بالفعل أمر يثير الاستغراب في جامعة عريقة ولها باع طويل في كثير من مجالات التفوق.
ولا أعرف إذا ما كانت الجامعات الأخرى خصوصاً جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأميرة نورة لديها توجه في هذا الجانب التقني المهم، وإن لم يكن لديهم فلماذا لا يكون في جامعة الإمام على سبيل المثال (وادي طويق التقني)، وكذلك (وادي العارض) في جامعة الأميرة نورة، وهكذا بكل جامعات المملكة، فالجامعات يفترض أنها تسابق الزمن بسواعد طلابها وتتجه بشكل أكبر إلى غمار التقنية التي تؤكد كل المؤشرات أنها العلم الذي سيقود العالم.
طلاب وطالبات الجامعات لديهم حماس منقطع النظير ويحتاجون الى مساحة للعمل، واعتقد أن التقنية من أكثر المجالات التي يعشقها الطلاب وكثيرون لديهم شغف في الابتكار بها وتطوير التطبيقات والبرامج ونشاهد ذلك في المسابقات التي نظمتها جهات غير الجامعات - للأسف لا اذكر أن جامعة تبنت مسابقة تقنية ضخمة- رغم أن الجامعات وهي معقل العلم والبحوث والدراسات ويفترض أنها أول من يستشعر التوجهات المستقبلية وتسخر إمكاناتها الى البحث والتطوير وتوجيه طلابها الى المجالات التي تشكل المستقبل.