د.عبدالعزيز العمر
أنا ممن ينتقد الكتابة في أي صحيفة سيارة لغرض شخصي، لذا قررت ألا أكتب عن معاناتي الشخصية مع شركة المياه الوطنية التي استمرت حتى الآن عاماً كاملاً (قابلة للزيادة حسب ما ظهر لي من مؤشرات). ولكن عندما لاحظت أن أمثالي كثر ممن يشتكون من ارتفاع فواتير شركة المياه، اقتنعت أخيراً أن الكتابة عن شركة المياه الوطنية لم تعد شأناً شخصياً، بل شأن عام، بل واجب وطني.
بدأت حكاياتي مع شركة المياه الوطنية عندما بدأت فواتير استهلاكي للماء تصعد فجأة من خانة العشرات إلى خانة عشرات الألوف، فخلال أشهر قليلة فقط وصلت قيمة فاتورتي إلى مائة وسبعين ألف ريال، وهذا رقم فلكي. وبعد أن قمت بفحص شبكة المياه تقدَّمت بعدة شكاوي إلى شركة المياه الوطنية، وفي كل مرة كانت شركة المياه ترفض الشكوي. يا شركة مياهنا الوطنية إذا كان ارتفاع استهلاكي للماء كان بسبب تسربات كما تقولين فلماذا انتظرتِ عدة أشهر ترفضين كل شكوى حتى تضخم استهلاكي للماء، وحتى وصلت فاتورتي إلى مائة وسبعين ألف ريال، لتوقفي حينها عداد الماء بعد خراب البصرة، وبعد إهدار لمياهنا الوطنية. ومع قلة الحيلة قرَّرت تصعيد الشكوى إلى (منظم المياه)، ثم جاءني الرد من منظم المياه أن استهلاكك حقيقي ويجب أن تدفع، ويمكنك تقسيط دفع مبلغ الفاتورة. كيف يكون استهلاكي حقيقياً وقيمة استهلاكي للماء في الشهور القليلة الأخيرة فقط يعادل كل استهلاكي في الخمس والعشرين سنة الماضية، ولا يوجد لدي مسبح أو حدائق؟