نحتفل في هذه الأيام باليوم الوطني 91 بالمملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بتاريخ 21 جمادي الأول لعام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، ومن الإنجازات التي نتذكرها ونحتفل بها بهذا اليوم الوطني هي جهود المملكة وما تبذله في إصلاح ذات البين وتوحيد الصف بين الشعوب فقد عُرفت منذ التأسيس بأنها مملكة الإنسانية بما تبذله من جهود وسعيها لتوحيد الصف بين الشعوب العربية وإصلاح ذات البين ونبذ القطيعة والخلافات.
ومن المعلوم أن إصلاح ذات البين هو بذل الجهد سواء بالمال وغيره لتحسين العلاقات بين المتخاصمين وتقوية الروابط، وإزالة المشاحنة والخلاف ومنع القطيعة وإقامة الألفة ونشر روح الحب والتعاون والتضامن بين المؤمنين امتثالاً لقول الله تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}(1)، وحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (ليس الكذَّابُ الذي يُصلح بين الناس فيقول خيرًا، أو ينمي خيرًا)(2).
ومن هذا المنطلق تسعى مملكتنا جاهدة للإصلاح بين أبناء هذا الوطن وتقديم الدعم المعنوي والمادي في سبيل ردم الصدع بين أبنائه ونبذ الخصومة والمحافظة على النسيج السعودي الواحد، حيث إن لها تاريخ مشرف منذ نشأتها فقد دأب الملك عبد العزيز على التوفيق بين العرب وتوحيد صفهم وصلاح ما بينهم من خلاف وسار بنوه على نهجه في ذلك.
ومن خلال اطلاعي على من مجالس الصلح المهتمة بإصلاح ذات البين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي نلاحظ وبكل فخر تكاتف ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم متمثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي العهد/ الأمير محمد بن سلمان مع القيادات من أبناء الوطن بتقديم الغالي والنفيس في سبيل عقد المصالحات، ومما نشيد به أيضاً الدور المهم الذي تقوم به لجان الإصلاح في وزارة الداخلية وذلك بالتنسيق مع إمارات المناطق والمحاكم الشرعية والنيابة العامة، بالتواصل مع القيادات من أبناء الوطن بمحاولاتها الجادة لإصلاح ذات البين وتوثيقها بين أفراد المجتمع بجميع الفئات.
فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرجل الأول لإصلاح ذات البين في المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله خير مثال يحتذى به في إصلاح ذات البين داخلياً وخارجياً، فمنذ أن تولى إمارة الرياض أخذ على عاتقه الإصلاح بين أفراد المجتمع -لمعرفته بطبيعة أبناء الجزيرة العربية ومحافظته على الأعراف التي امتدحها الإسلام وحث على التمسك بها -وذلك بتكليف الوجهاء من القبائل والأسر للسعي بالإصلاح ومتابعتهم من قبل إمارات وأمراء المناطق والمحافظات بالمملكة والضرب بيد من حديد على كل متجاوز، والحرص على إصلاح ذات البين بين أبناء الوطن لردم الصدع لتكون كتلة واحدة تصب في مصلحة الوطن والمواطن ويعود الشخص المذنب بأمر الله ليكون عنصراً فعالاً في وطنه.
ولا يخفي سعيه حفظه الله وولي عهده الأمين إلى السعي في الصلح بين أبناء البيت الخليجي والعربي والإسلامي، حتى غدت المملكة هي المكان والملاذ الآمن لجميع الشعوب العربية والإسلامية عندما تحيط بهم المشاكل والمحن حيث يتبادلون مع قياداتنا مناقشة القضايا المحيطة بهم ومشاورتهم للوصول لأفضل الحلول.
أدام الله عز هذا الوطن تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
-- -- -- -- -- --
(1) سورة الحجرات (9)
(2) https://binbaz.org.sa/audios
** **
- أ. البندري بنت حاكم الفغم
Albandri.hakm@gmail.com