د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
العمل الخيري هو نشاط يقوم به بعض الأفراد أو الجمعيات بهدف تقديم سلع ما أو خدمات أو غير ذلك مما يحتاج إليه الناس عادة، وهذا النشاط يكون بدون مقابل وهذا أهم ما يميز العمل الخيرى عن غيره من الأعمال ذات الصفة التجارية الربحية البحتة ولقد كان للملك عبدالعزيز رحمه الله العديد من الأعمال الخيرية الكثيرة وكان من ضمن هذه الأعمال إمداد أهل البلدان بأدوات حفر الآبار وذلك قبل استيراد الحفارات الآلية الحديثة وتسمى هذه الأدوات بالأهياب مفردها هيب وقد ذكر لي الأخ إبراهيم بن ناصر الفيصل أن من أنشطة الملك عبدالعزيز الخيرية تسبيل العديد من الأهياب وكذلك القدور الكبيرة المسمات الحجري المعدة للطبخ في المناسبات الكبيرة ترسل لكل بلد يؤخذ عند الحاجة ويرد عند الانتهاء من استخدامه إلى المسئول عنها داخل البلد كأمير البلدة أو النظير فيها ليعطى لمحتاج آخر
والهيب أداة حفر قوية على شكل قضيب من الحديد الصلب الثقيل يصل طوله إلى متر ونصف كما في الصورة المرفقة
وهي كلمة قديمة وردت في (كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة) للمحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم داود التنوخي البصري، المتوفى: 384هـ قال:
اجتاز بعض البصريين، ومعه ابن له حدث، في طريق، فسمعا صوت ضرب عود، فاستطابه الفتى.
فقال لأبيه: يا أبت ما هذا؟ قال: يا بني، هذا صوت الهيب في أصول النخل.
والهيب: حديدة عظيمة كالبيرم يقلع بها أصول النخل، لا تنقلع إلا بها وهي تسمى ببغداد العتلة فمنها منبسط كالأسطام محدد، وتكون ثقيلة، لعل فيها نحو العشرة أمناء.
وحفر الآبار عملية شاقة خاصة عندما وجود صخرة صماء وللتغلب على ذلك يتم وضع حطب الارطى وإشعاله داخل البئر حتى إذا أتم قرابة اليومين يتم صب الماء عليه حيث تضعف طبقة الصخر وبعد برودته يتم ضربه بالهيب حتى تتكسر الطبقة.
لقد كانت هذه الأدوات معينا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود الملك عبدالعزيز في حفر العديد من الآبار ولما توفرت الآت الحفر الحديثة تم الاستغناء عنها لكن بقيت الآبار التي حفرت بها منهلاً لشرب الناس وسقي النباتات والحيوانات كتب الله له الأجر وحفظ الله بلانا من كل مكروه.
** **
- مدينة تمير