سهوب بغدادي
في الوقت الذي نشهد فيه تصاعد الوسوم على تويتر وفحواها أن الطاقة الاستيعابية للجامعات والكليات غير كافية، فضلاً عن صعوبة إيجاد قبول في البرامج التعليمية لمرحلة ما بعد التعليم العام بسهولة، حيث يضطر بعض المتخرجين للمكوث في المنزل لمدة فصل دراسي أو ما يزيد «انتظار» بغية البدء في أي برنامج متاح، أو ببساطة الالتحاق بالمتاح -مؤقتاً- إلى أن يتمكن الطالب من التحويل وتغيير تخصصه. إذ تعد هذه الفترات الانتقالية من تخصص لآخر صعبة ومجهدة ومضيعة للوقت والموارد للكيان التعليمي وأخذ حق طالب آخر يطمح دخول ذلك المجال غير المحبب لدى الطالب الأول، فلم لا يكون هناك بدايةً توجيه وإرشاد بالتخصصات البديلة كالتدريب المهني والتقني والأعمال التطوعية المجتمعية، وما إلى ذلك من الأمور التي تطور من الشخص ريثما يجد البرنامج المناسب أو أن يتم تأهيله لاستحقاق القبول؟ فتكون السيرة الذاتية للمتقدم أبرز أحد المعايير الداعمة للمتقدم في عملية القبول، لا بالاستناد بشكل مفصلي على الدرجات، ولا شيء آخر.
في مضمار الدرجات، هناك العديد من الطلبة المبدعين في جوانب عديدة بمعزل عن العلوم البحتة التطبيقية والطبيعية والإنسانية، بل تندرج مهاراتهم وأنواع الذكاء المفعلة لديهم خلال إطار «ذكاء حركي رياضي» أو «ذكاء موسيقي» أو «حرفي»، والمزيد من ذلك، فلم لا نرى مسارات حاضنة ومسخرة لهذه العقول، باعتبار أننا نعاصر فترة انتقالية وغير تقليدية في الأساس؟.
إن وظائف الغد ستكون مختلفة لذا يستلزم أن نتهيأ لهذا اليوم، في هذا النسق، لفتني دبلوم حديث لترجمة لغة الإشارة بجامعة الملك سعود، حيث تم طرحه في كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع خاصةً مع مجتمعات الصم وضعاف السمع بتوفير التأهيل والمرجعية العلمية والاستشارية اللازمة في المجال على مستوى المملكة العربية السعودية.
الجدير بالذكر أن مدة الدبلوم سنتان ولا يتطلب شروطاً تعجيزية سوى أن يكون المتقدم حاصلاً على شهادة المرحلة الثانوية دون اشتراط القدرات والتحصيلي، وإتقان اللغة العربية.
مما لا شك فيه أن هذا البرنامج مفيد نظراً لقلة الأماكن والمرافق العامة والخدمية التي توفر خدمة لغة الإشارة، في حين يشكل مجتمع الصم وضعاف السمع شريحة كبيرة من المجتمع مما يجعل الحاجة لمثل هذا البرنامج وأكثر ملحة.
وفقاً للمشرف الأكاديمي والإداري لبرنامج التعليم العالي للصم وضعاف السمع في جامعة الملك سعود، الأستاذ منصور القحطاني، أن البرنامج لقي قبولاً بشكل لافت بين أوساط الفتيات بالتحاق ما يوازي مائة طالبة حتى الآن.
ختاماً، الدراسة جميلة ففيها من الصداقات والخبرات والمواد ما يبقى في الخاطر والمخيلة على مر الزمان، فاجعلها تجربة تستحق العناء والوقت، وادرس بذكاء لا بقوة.