أحمد المغلوث
منذ لحظات وجود الإنسان في الحياة، ومع التزاوج والتناسل وهو يتطلع إلى جوانب داخل نفسه تدفعه إلى الاهتمام بالآخر خصوصاً وفي البدايات كان هناك اختلاط كبير، فلا تفرقة بينهم، ومع مرور الأيام والعقود والقرون ما زال هذا الإنسان في كل مكان يبحث عن معنى الإنسانية وراح يجتاز التحديات والعواصف والحروب وحتى الكوارث المختلفة، ومع الأيام اكتشف هذا الإنسان معنى الإنسانية وأهميتها في حياته عندما أوجدها داخله لتمتزج بمشاعره وعواطفه، ومن هنا بدأ هو وغيره وفي مختلف المجتمعات بناء المجتمع الإنساني.. مما جعله يرتفع ويسمو إنسانينا للقمة، وما حدث للأفراد حدث أيضاً للمجتمعات والدول في العالم، وبلادنا والله يشهد كانت من أوائل الدول التي اهتمت بالإنسانية والحرص الشديد على تنفيذ مبادئها وقيمها المختلفة بصورة فاعلة بل ومؤثرة. فكان والتاريخ يوثق ذلك من الدول الأولى التي أسست العديد من المنظمات الساعية لخدمة الإنسانية والانحياز للإنسان وحقوقه.. ارتباطاً بمفاهيم الخير والكرامة والفضيلة، وذلك من خلال توفير كل ما من شأنه يوفر له ذلك وأكثر من ذلك، فكانت مساهمات المملكة ومنذ «التوحيد» واسعة وشاملة في الداخل والخارج، ففي كل مناطقنا ومحافظاتنا وحتى مدننا ومراكزنا وقرانا تنتشر الجمعيات الخيرية، والمراكز الإنسانية منها ما نفذته الدولة، ومنها ما قام بتأسيسه وتنفيذه «الخيرين» من أبناء الوطن الحبيب محبو الخير لمجتمعاتهم.. إضافة إلى أنه أوجدت هذه الإنسانية وفعل الخير في تكوين مراكز دولية لا تنحصر في تقديم المساعدات الإغاثية في الداخل وإنما في مختلف الدول الشقيقة والصديقة، فكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يد خير وعطاء تمتد إلى كل مكان، فهي تدعم الحملات الإغاثية والإنسانية لحماية الأطفال وتعليمهم وعلاجهم وكذلك تواصل باستمرار تقديم خدماتها الإنسانية والعلاجية المختلفة في العديد من الدول الشقيقة والصديقة في إجراء العمليات الجراحية الكبيرة.. للقلب، والكلى.. وتوفير الأطراف التعويضية التي نتجت عن الكوارث أو الحروب.. وزراعة الألغام القذرة والمشينة.. نعم التزم هذا المركز ومنذ بدأ يمارس عمله ونشاطه الإنساني غير المحدود وهو يواصل عمله وفعالياته وخدماته ليل نهار وجميعنا يعلم ماذا قام به وطننا وبدون منه وحتى في الخفاء في توفير ملايين اللقاحات لدول شقيقة وصديقة بل إنها وفرت أيضاً الأجهزة والمعدات الطبية واطوانات الأكسجين.. وذلك نابع من شعورها الإنساني العظيم سعياً للأجر والثواب من عند الله وتوفير الحماية للإنسان وصحته خاصة في الدول التي اتضح عجزها عن تقديم خدمات صحية وعلاجية لمواطنيها، وماذا بعد استطاعت المملكة «وطننا الشامخ» أن يؤكد للعالم أنه وطن «الإنسانية» قولاً وفعلاً، واستطاعت المملكة أن توظف إمكاناتها المادية المتنامية ولله الحمد لخدمة الإنسان في كل مكان، ومن يطرق باب الوطن سرعان ما يجد الجواب.. وذلك نتيجة طبيعية وحتمية أنه وطننا حافظ دائمًا وأبدًا على الجذوة الإنسانية وشعاعها الذي انتشر مضيئاً ومشعاً بخير وعطاء الوطن.. شكرًا وطني.