عوض مانع القحطاني - «الجزيرة»:
أثنى سمو أمير منطقة عسير على ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما وإقرارهما لهذه الإستراتيجية وعلى دعم المشاريع المختلفة في منطقة عسير وعلى حرصهما أن تكون هذه المنطقة وجهة سياحية عالمية.
وقال سموه: نحن نتلقى الدعم والمساندة من قيادتنا في كل ما يهم المواطن وما يحقق النمو والرقي في عسير، معرباً عن شكره وتقديره لهذه القيادة التي همها الإنسان، ليس في منطقة عسير، بل في جميع مناطق المملكة.
وبين سموه بأن هذه الإستراتيجية أخذت منا ما يقارب سنتين من الدراسة والتمحيص وهذه الإستراتيجية ارتبطت برؤية المملكة باعتبارها العمود الفقري لمشاريع الوطن كافة وقد أخذنا أكثر من 1000 برنامج من رؤية المملكة، حيث أخذنا منها ما يخص هذه الإستراتيجية.
وأوضح سموه بأن هناك 90 لقاء مع الوزراء في قطاعات الدولة ورؤساء الهيئات بحيث لا يكون هناك تقاطع مع ما يخصهم في جهاتهم التي يعملون عليها، إضافة إلى مئات من ورش العمل، كما استعرض سموه مشاريع منطقة عسير، وبين أنه سوف يعلن قريباً عن مشاريع أساسية جديدة في وسط مدينة أبها، إضافة لعمل مخطط إقليمي للمدينة وسنجلب أفضل الشركات في وضع المخططات العمرانية التي تسهل عملية الحركة المرورية والمخططات الحضارية التي ستجعل من مدينة أبها مدينة نموذجية.. والطرق الدائرية.
وحول سؤال لـ«الجزيرة» حول تفعيل هذه الإستراتيجية ودور رجال الأعمال في الاستثمار في هذه الإستراتيجية قال سموه: أخذنا التوجيهات الكريمة وتم إقرار هذه الإستراتيجية والآن جاء دور البناء، موضحاً سموه أن رجال الأعمال سوف يكون لهم دور في نجاح هذه الإستراتيجية ولنا معهم علاقات ممتازة وسيكونون لنا شركاء في مجال الاستثمار والبناء وتطوير السياحة في منطقة عسير، خصوصاً رجال الأعمال الموجودين في منطقة عسير وحالياً نعمل على التواصل مع رجال الأعمال من خارج المنطقة وسوف نسهل عليهم كل ما يحتاجون إليه وهذا بلدهم، موضحاً سموه بأن جميع الجولات أو المؤتمرات أو الندوات التي نقوم بها هم حاضرون ويرحبون بدعمهم لكل عمل يهم تطوير المنطقة.. وعن مشروعنا في تطبيق الاستراتيجية على أرض الواقع سيكون رجال الأعمال حاضرين ونطلب منهم ما نحتاجه.
وحول سؤال هل تطوير المحافظات مرتبط بهذه الإستراتيجية قال سموه: تطوير المحافظات مرتبط بالبلديات والبلديات حالياً تعمل وفق رؤية تم إعدادها من قبل أمانة منطقة عسير ومن ضمنها المشهد الحضاري.. وهو عبارة عن عدد من المبادرات التي تتعلق بتطوير المناطق البعيدة في هذه المحافظات تشمل 23 محوراً وهي فريدة من نوعها لتحسين جميع الخدمات في هذه المحافظات مثل الطرق، الحدائق، القرى التراثية، المعالم الأثرية فيها، القلاع، والمطاعم النموذجية و33 بلدية تسير حالياً وفق الخطط التي وضعت لهم.. ونحن لا نرضى أن يكون هناك حدائق نموذجية في المدينة أو مخططات نموذجية إلا ويكون هناك مثلها في المحافظات، مشيراً سموه إلى أن هناك 246 مشروعاً انطلقت في كل منطقة عسير، فيها شيء سوف يبدأ هذا العام وفيها شيء في العام المقبل ولن يسمح للبلديات أن تعمل وفق أي اجتهادات، بل وفق مشروع المشهد الحضاري.
وحول سؤال عن أن هناك 91 في المائة من أهالي منطقة عسير يتركون المنطقة للبحث عن عمل، بينما 41 في المائة يبقون.. فهل هذه الاستراتيجية سوف تحد من الهجرة؟
رد سموه قائلاً: نعم هذه الأرقام جاءت من خلال دراسات عملت، حيث تعد منطقة عسير من أكثر المناطق في الهجرة لمناطق أخرى، لكن هذه الخطة أو الإستراتيجية مبنية على فتح آفاق جديدة للعمل في منطقة عسير، وهم ما عندهم مانع أن يعودوا متى توافرت لهم الفرص ونحن سندعم المبدعين والراغبين في العمل في منطقة عسير.. نحن لا نعد لكننا سنعمل على تحقيق هذا بعون الله.
وحول المرشدين السياحيين قال سموه: هم جزء من نجاح هذه الإستراتيجية التي نعول عليها وسيتم عقد لقاء معهم ليكونوا على علم بهذه الإستراتيجية وهي جزء من خطتنا.
وبين سموه أن هناك إستراتيجية إعلامية سوف نعمل عليها حتى تواكب هذه الإستراتيجية من خلال الشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة، لكي نعمل معاً لإبراز جهود الدولة تجاه الوطن والمواطن.
وحول سؤال عن المحافظة على البيئة في ظل هذه الإستراتيجية قال سموه إنه كان هناك معالجة للأمور وسنكون قادرين عليها بتعاون الجميع.
وطمأن سموه الحاضرين على أن المشاريع المتعثرة في المنطقة وضعت لها إستراتيجية وخطط، مثل المدينة الطبية، المطار، الجامعة، والطرق التي تربط الحجاز بالساحل والعقبات بعضها داخل في التنفيذ، طريق الملك عبدالله هناك خمسة تعثرات في هذا الطريق التي لها سنوات وستكون جاهزة بعد عشرة شهور من الآن وهذا إنجاز يشكرون عليه، كل الجهات التي هي مسؤولة عن هذه المشاريع.. طريق الطائف هناك أربعة تعثرات وعقبات في عدة محافظات تم إنجاز بعضها وبعضها الآخر تم توقيع العقود عليها وبعض المشاريع سحبت من المقاولين وسلمت إلى مقاولين آخرين.. مشاريع الطرق حالياً تسير بالطرق الصحيحة.
وأضاف سموه أن الإدارات الحكومية تتفاوت جهودها بفعالية وهناك جهات ما زالت أقل ونحن نتطلع إلى أن تكون كل إدارة تتحمل مسؤولياتها في مراقبة المشاريع والعمل على إنجازها حتى تواكب الإستراتيجية.
وقال سموه: نحن نعمل كفريق واحد ونحل كل المشكلات والعوائق التي نواجهها جميعاً من خلال التواصل مع الجهات التي تتبع كل قطاع.. أريد أن نرى هذه الجهود على أرض الواقع حتى نحقق تطلعات ولاة الأمر، قيادتنا تواقه للعمل الجيد والطيب وتريد منا أن نتحرك حتى نخدم وطننا.
وحول تكاتف أبناء المنطقة مع الفعاليات والمبادرات أوضح سموه: أبناء المنطقة معروف عنهم الولاء والطاعة وخدمة وطنهم، فمثلا اليوم الوطني شارك في العمل الميداني فيه ما يقارب 100 ألف من قوات الأمن، الطيران، والقبائل. هذا امتحان نجح فيه أبناء الجنوب بالمساهمة في المبادرات الوطنية.. وهناك مشكلات قبلية لها سنوات تم حلها من خلال القبائل، وهؤلاء هم جزء من كيان الدولة وهناك معايير كيف يعملون مع الدولة ونحن نقدر جهودهم في حل كثير من القضايا ومن خلال تدخل الإمارة وانحلت عشرات المشكلات والمجتمع لديه الرغبة للعمل مع الدولة وهذا شيء تقدره دولتهم.
وحول عدد غرف الفنادق والشقق الفندقية في منطقة عسير، قال سموه: لدينا 14 ألف غرفة منها 2000 غرفة في الفنادق، و12 ألف غرفة في الشقق الفندقية، نحن سنعمل على زيادة هذه الطاقة ونضربها 3 مرات، موضحاً سموه أن البطالة في منطقة عسير ستنخفض بوجود مثل هذه المشاريع لاستقطاب الشباب والشابات.
وحول مشاريع المياه في المنطقة، بين سموه قائلاً: عسير تحتاج إلى 500 ألف متر مكعب يومياً والذي يأتي لها 340 ألفاً يومياً فقط.. ولكن بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه سينتهي مشروع الشقيق (3) وسيرتفع ما يضخ لمنطقة عسير إلى 600 ألف، وسيصبح العجز في منطقة عسير (صفر) وسنعلن ذلك إن شاء الله، وهناك مدن ومحافظات اكتملت فيها الشبكات وبعضها الآخر في الطريق وهذا ما تحرص عليه الدولة.
وأوضح سموه أن مشاريع الكهرباء في منطقة عسير في عام 2018 بمعدل انقطاع يومي 220 دقيقة والمعدل العالمي 90 دقيقة نزلت هذه المعدلات إلى 140 خلال العام المنصرم.. من خلال ضخ مبالغ من وزارة الطاقة، مشروع المطار.. لم تتوقف الجهود في المطار القديم عملنا على تحسينات وتوسعات حتى تم إنشاء المطار الجديد الذي نعول عليه في هذه الإستراتيجية التي تخدم السياحة، نحن ننتظر المطار الكبير الذي يحقق طموحنا حاليا وتم توسعة الصالات وتم توسيع المدرج حتى أصبح حاليا دولياً. المطار الجديد تم الانتهاء من الدراسات مع هيئة الطيران.
وفي مجال الاتصالات أوضح سموه أن هناك 2700 برج بدلا من 1900 وأول مرة يكون هناك تجوال محلي في منطقة عسير وتم زيادة السرعة من 10 إلى 40 .
وتطرق سموه إلى المدن الصناعية في المنطقة فقال: يوجد لدينا مدينة صناعية رقم (1) في خميس مشيط وأخيراً تم التوقيع على صناعية ثانية مع مدن.
المدينة الطبية نعمل على مشاريعها مع وزارة الصحة وهناك مشاريع أربعة تم التنسيق مع وزارة المالية من أجل إنجازها بالطريقة الصحيحة.
وبين سموه بأنه تم توقيع اتفاقية مع هيئة الاستثمار بمليار ريال لدعم المشاريع الصغيرة في المنطقة وهناك 50 مشروعا سترى النور قريباً ونلمس أثرها.
وحول اختيار اسم الإستراتيجية قال سموه: تشكلت لجنة من عدة جهات لوضع عدة خيارات تصلح لاسم الإستراتيجية وتم تقديمها لولي العهد واختار سموه اسم «قمم وشيم» وكان اختياراً موفقاً وأقول: قيادتنا لا ترغب لشعبها إلا القمم لما فيهم من الشيم.. والقيم لا تنحصر في أي منطقة.. وفي كل منطقة قيم وأصالة.
وامتدح أمير منطقة عسير جهود وزارة النقل ووزارة الصحة ووزارة المالية على مساعدتنا في تذليل المصاعب في بعض المشاريع المتعثرة، وأقول: هناك ثلاثة تحديات وسنتغلب عليها ونحن متفائلون بنجاح هذه الإستراتيجية وسنعمل على تنفيذها ونحقق طموحات قيادتنا.