إيمان حمود الشمري
مصطلح جديد ودخيل على مجتمعنا يعزِّز شعور عقدة النقص لدى المرأة رغم كل الحقوق التي تتمتع بها، عقدة من الواضح أن لها رواسب نفسية عميقة تحتاج إلى وقت طويل لكنسها وتنظيفها كي تستوعب قفزة التغيير التي حدثت من صالحها دون أن تنتبه لكل المتغيّرات التي حولها وإنما لا زالت تركز على الماضي وعلى نصف الكأس الفارغ الذي أمامها، وعلى الرغم من كل الإنصاف الذي نالته على يد القيادة، إلا أن ذلك لم يشبع الشغف لديها بإثبات الوجود، فهل تلك الفئة هي مجرد حركة مفتعلة للفت النظر وشحذ الاهتمام وإيجاد دور مرئي قسراً على المجتمع! فحتى الآن لا أعرف نوع المطالبة التي يردنها تلك الفئة، عن ماذا تدافع وماذا تريد ولماذا لا يزال الشعور بالغضب والتذمر وعقدة الدونية تطاردهن؟ فالجدال الذي يدور على ساحات التواصل بطرح استفزازي لقضية حسمت بعدل في ظل قيادتنا هو في الحقيقة جدال فارغ لا ينتج عنه سوى حقن وتأجيج المشاعر تجاه أمر انتهى وملف أُغلق.
هل التصالح مع فطرتنا الأنثوية ضعف وهزيمة لتطلعاتنا؟ أم هل الصدام وتقمّص دور المعترض دليل قوة أم جهل؟ بل هل مع كل الحقوق التي تنالها المرأة الآن في شتى المجالات لم تشبع غريزة إثبات الوجود لديها، إذ لا يزال الصوت النسوي معترضاً يطالب ويشعر بالظلم وعدم الإنصاف! هل المساواة مع الرجل تماماً عدل؟ أم هل النسوية نوع من الفراغ والرفاهية، حيث لا يوجد التزامات تستدعي انتباههن دون أن يعين حقاً بمطالبهن وحقوقهن لذا هن يجدن وقتاً أكبر للنقاش في حلقة مفرغة لجدال غير منطقي! أسئلة لست أنا من يطرحها وإنما هي التي تطرح نفسها.
إلى متى وتلك الفئة تشغلنا عبثاً دون أن تعنينا حقاً، فالشخص الواعي يؤمن أن أي تغيير ومطالبات تأتي بالتدرج والتفاهم لا بالاصطدام والاعتراض، أؤمن أن القوة حكمة وتفهم، لا صوت يعلو دون أن يقول الحق تماماً، وأعترف أنني شخص متصالح مع أنوثتي ولا أفضّل أن أتساوى مع الرجل على الإطلاق، إذ يروق لي أن يقوم شخص من كرسيه بالحافلة ليمنحه لي بصفتي أنثى، أن يتم اختياري لتخليص معاملة كنت أنا المرأة الوحيدة فيها بين كومة رجال لإعفائي من الانتظار احتراماً لأنوثتي، أؤمن أن لكل منا دوره في الحياة وأن ما يليق بالمرأة أحياناً قد لا يليق بالرجل والعكس صحيح، ولا أستطيع أن أتقبل فكرة تبادل الأدوار لأن هذا الخلط سيغيّر التوازن بين البشر.