عبدالعزيز بن سعود المتعب
مؤسف أن ينبري أحدهم عبر قناة فضائية مُشاهدة ليطرح آراء انطباعية أبعد ما تكون عن النقد (كفن أدبي مستقل) ويضع نفسه في مأزق الشخصنة وإن أحسنّا الظن وقلنا بأنه لا يدري- وإن كان يدري فالمصيبة أعظم- فإنها باختصار مهزلة حب الظهور حتى لو أعقبها خزي من وضع النفس في موقف لا تحسد عليه، وليته تعرّض لشعراء مغمورين بل تطرّق لمن هم أشهر من نار على علم سواء في الشعر الفصيح أو صنوه الشعبي ومما جاء في نص قوله - المضحك المبكي- (كيف تجرأ نزار قباني في الكتابة على لسان المرأة)، فالأمر في مجمله عند الناقد الجهبذ يقف عند هذا التقسيم الذي ينم عن سطحية مفاهيمه وضحالة ثقافته ولَم يتطرق لقصيدة نزار من حيث التداعيات والأخيلة والرموز والصور ومدى التجلي والإحساس العالي وعمق المعنى وكل ما له صلة بعلم المعاني والبلاغة الأدبية، أما الحجة التي كانت على الموهوم بالنقد من حيث أراد أن تكون له، فهي استشهاده بقصيدة الشاعر الراحل (ماذا أقول له) التي غنتها الفنانة الراحلة نجاة الصغيرة ومنها:
حبيبتي هل أنا حقاً حبيبته؟
وهل أصدّق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنينٍ قصتي معه؟
ألم تمت كخيُوط الشمس ذكراه
ولأن طرحنا هنا بحياد موضوعي ولسنا بصدد التشهير بأحد فإننا نتحفظ عن الإشارة لاسم القناة والبرنامج والضيف لأن ما يهمنا الرصد وهو أول خطوات العلاج وكل ما نتأمله من القائمين على بعض البرامج في القنوات الفضائية الدقة والتأني فالمثل الشعبي يقول «ما هو كل مرّه تسلم الجرّه».
- وقفة من قصائدي القديمة:
أنا اتّخذت القرار وما عَليْ من أحد
إن كانها بالوفاء والطيب باعي طويل
وإن كانها بالردى يرجع على من جحد
وكل واديٍ في مفيضه باتجاهه يسيل
يبي يمثّل غرام من المهد للّحد
ما يدري إنّي كشفته مثل كذبة إبريل