في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تزهر في القلب بساتين فرح وفخار، فقد انبلجت الدنيا قبل إحدى وتسعين سنة على توحيد المملكة على يد المغفور له- بإذن الله- الملك المؤسس عبد العزيز، حتى غدا يوماً وطنياً لنا في المملكة العربية السعودية، تتملكنا المشاعر السامقة بالمجد حتى بسطت خيرها في كل فضاء، كيف لا ونحن نرى مملكتنا تحقق الريادة والسؤدد في الحقول كافة، فكستها الحياة ثوب الجلال، وأفرغت عليها من سحرها حُلّة أخّاذة.
إني لسعيدة، إذ مرحتُ فوق أرضها، وتحت شمسها، واغتبطتْ روحي بجنائها التي تُغدق فيضاً من حلاوة المنى ولذة الأمل.
كم أكون فخورة، إذ قلّبت ناظري في مملكة الخير والإنجاز والرخاء، حتى يقف أمامها المنصفُ وقفة الرهبة والجلال ممتلئًا عزة وإيمانًا بما حققه ملوكها الأشاوس من عهد الملك المؤسس - طيّب الله ثراه- إلى لحظة تفتُّح العطاءات التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان - حفظهما الله ورعاهما.
فإن كانت نهضة الأمم تُقاس برقي الإنسان ورفعة العُمران، فإن مملكتنا- أدام الله عزّها- قد جمعت المجد من طرفيه، فبنت إنسانًا سعوديًا مؤمنًا بربه مخلصاً لدينه وأمته ومملكته، وجامعًا العلم والمعرفة بين جنباته، فأزهرت بعطاء هذا الإنسان السعودي قناديل التقدم والتفوق في كل زمان ومكان، ثم إن الارتقاء في العمران والنهوض المعرفي والتقني الذي حققته المملكة شاهد على ما نهجس به بجلاء، فحقّ لنا أن نفخر بهذا الوطن وملوكه من آل سعود الفضلاء، وحقّ للعرب والمسلمين أن يصوبوا وجهتهم إلى مملكتنا لأنها مهوى أفئدة الأمة ورائدها الذي لا يكذب أهله.
رعاك الله يا مملكتي ودام عزّك يا وطن.
** **
- قسم اللغة العربية جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن