عبد الله سليمان الطليان
الإبداع صفة تعطى للإنسان المبتكر الذي حقق نجاحاً في جوانب مختلفة من العلوم والآداب والثقافة، وأصبح متميزاً عن غيره في داخل مجتمعه أو خارجه، هذا الابداع هو في حقيقة الأمر مطلب تسعى إليه الكثير من الدول في جميع أنحاء العالم، ولقد كان هناك سبق في بعض الدول المتقدمة التي لم تركز كما لدينا في حصر النجاح وتشجيعه في جانب ضيق كحال التعليم في ذلك، وهو المكافأة التي تعطى لطالب متفوق دراسياً فقط، يمكن أن يكون هناك تشجيع وحافز في بعض العلوم أو الأدب والتاريخ ولكنه مع الأسف كان على نطاق ضيق, الآن نشهد زخماً هائلاً في هذا الدعم والتشجيع والتفاعل وهو يعتبر ظاهرة في عين الصواب لبلوغ رقي حضاري، لقد حث بعض الفلاسفة منذ فترة طويلة على هذا منهم (برتداند راسل) الذي دعا على نحو كبير في دعم المبادرات الفردية أياً كان مجالها، حتى لو كانت في جانب بسيط غير مهم في واقع المجتمع لأنه يعتبرها محفزاً لأفراده نحو طرق أبواب البحث وقتل وقت الفراغ في أشياء تعود بالنفع.
لقد كنا نشهد ما يقوم به بعض رجال الأعمال والتجار على مستوى عائلي في مبادرات التفوق العلمي وكذلك تشجيع حلقات الذكر من دعم مادي نقول انه مسار صحيح ولكنه يبقى ناقصاً، وأثره محدود، لأنه أولا يتم في تجمع عائلي أو أسري ثانيا لأنه يركز على جانب واحد، المفروض أن يكون عاماً لكافة افراد المجتمع بلا استثناء خدمة للبلد الذي هو في حاجة ماسة للتنمية وطرق أبواب التقدم في كافة المجالات المختلفة، ذكرت سابقا ان هناك مجالات يمكن ان يقوم بعض الافراد في ممارستها أو مزاولتها مع أننا قد نجد عند من يرى أنه من غير المجدي تقديم الدعم لها، على الرغم من ذلك فإن لها أثراً نفسياً وسلوكياً على حال الفرد نفسه، فقد تخرجه من حالة مكتئبة وكذلك تحفزه على نوع من الحرص على الوقت والتمرين على ادارته مما يكون له الأثر على محيطه في الأسرة والأصدقاء.
الشيء الذي أتمناه هو أن نرى مبادرات حقيقية في التشجيع والدعم تلاحق المبدعين الذين لا يتوقفون عند تحقيق انجاز واحد، فلديهم طموح في مواصلة هذا الإبداع، ولا يتوقف الأمر على الدولة فقط بل يجب أن يكون هناك مساهمة فعالة من قبل رجال الأعمال كافة، وكذلك الشركات الوطنية والأجنبية المختلفة التي تعمل داخل البلد في تقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء المبدعين.