رمضان جريدي العنزي
عندما يسقط القناع، وتنكشف الحقيقة، ترى وجوهاً عليها غبرة، ترهقها قترة، أن المتلونين يصعب صداقتهم وصحبتهم والعيش معهم، فلا هم دواء شافٍ، ولا صرح عالٍ، ولا هم صادقون وصريحون، ضبابيون، وأنانيون، وعندهم نرجسية عالية، وذاتية بائنة، يسقطون سقوطاً مريعاً عندما تسقط أقنعتهم المختفين خلفها، إن المواقف وحدها هي من تكشف الأقنعة، وتبين الوجوه على حقيقتها، إن كثيراً من (المقنعين) يمشون بيننا وفق ازدواجية كبيرة وظاهرة، يبهروك في التمثيل والمهارة، والزيف والخداع، والبهت والتملق، يجيدون الكر والفر، والظهور والاختفاء، لهم تضليل وتطبيل، ما عندهم معايير أخلاقية، ولا ثبات، وسلوكياتهم منحدرة، مجحفون وغير منصفين، هم مثل فيروس قاتل في العلاقات الاجتماعية، والتعاملات الشخصية، ودائماً يكيلون بمكيالين، إنهم حالات مرضية مستعصية، إنهم يعيشون الصراعات النفسية الدائمة، صراع ذهني، وعقلي, وعاطفي، يهوون الدهاليز والسبخ ويعيشون فيها، يخلطون الحابل بالنابل، ولا يميزون بين الحق والباطل، يتيهون في الظلام، ويجانبهم الصواب والحكمة، ولهم اعوجاج في التعامل، لا يكتفون بقناع واحد، بل يملكون أكثر من قناع، فكلما سقط قناع، يبدلونه سريعاً بآخر، وفق جهد مضاعف احترافي ومهني، إن أخطر ما في الأقنعة أنها تصنع حالات من الازدواجية النفسية، حيث يعيش أصحابها في صراع حاد بين الحقيقة والقناع، إنهم كتلة من التناقضات يتصنعون المثالية ويأتون بالعجائب، أن الأقنعة لا ترث لأصحابها سوى الذلة والمهانة، والخزي والخيبة والعار، وتجعل من أصحابها عرايا ومكشوفين، لتبين ونظهر وجوههم القبيحة، وقلوبهم المريضة، وأهوائهم الدنيئة، وأرواحهم المعذبة.