شَهِدت المملكة العربية السعودية تحولات اقتصادية كبرى منذ توحيدها على يد الملك المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- في عام 1932م.
وقد مَكَّنَ الملك المؤسس وأبناؤه الملوك من بعده، أبناَء وبنات الوطن من المشاركة والإسهام في تأسيس القطاع الاقتصادي في المملكة، ووفرت لهم الدولة كل الممكنات التي ساعدتهم في القيام بواجبهم الوطني والاقتصادي على أكمل وجه- ولله الحمد-.
وقد كان لوالدي/ محمد إبراهيم السبيعي شرفُ الإسهام مع أبناء جيله من رجالات الأعمال في خدمة بلاده، وأبناء وطنه ومجتمعه، حيث اختار أن يتجه للعمل في القطاعات المالية والاستثمارية والتجارية والعقارية، ونَجحَ في تأسيسِ العديدِ من الكياناتِ المالية والتجارية المتنوعة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، كما كان له جهدٌ بارز في بناء العلاقات التجارية مع المستثمرين ورجال الأعمال في دول الخليج العربي والشام وإيران والهند والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول.
وقد كانت البرقيات والمراسلات الخطية إحدى أهم وسائل التواصل بين الوالد -رحمه الله-وشركائه وعملائه في الداخل والخارج، وكانت تحملُ في طياتها القرارات والعقود والالتزامات والآليات ومؤشرات الأداء...إلخ، وكانت تُمثل صورةً عن طبيعة وشكل العلاقات الشخصية والنظامية والاجتماعية التي تحكم تعاملات الأفراد والمؤسسات في تلك الحقبة.
ويضمُّ أرشيف والدي محمد إبراهيم السبيعي - رحمه الله- المئات من المراسلات والوثائق في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والخيرية لأكثر من (90) عاماً، وقد رأى إخواني وأخواتي إتاحة الفرصة للباحثين والمؤرخين للاطلاع على نماذج من هذه الوثائق، وذلك رغبةً من أبناء وبنات محمد إبراهيم السبيعي في إثراء البحث العلمي عن التاريخ السعودي التجاري المعاصر، وتزويد المهتمين والباحثين بالمجالات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية بالوثائق التاريخية التي تكون أداة من أدوات بناء صورة مُتكاملة عن التاريخ السعودي المعاصر.
وقدَ مرّ المشروع بمراحل متأنية من البحث والانتقاء والتحليل والاستقصاء، وقام على تنفيذه نخبةٌ من المؤرخين المتخصصين، واستغرق إنجازه قرابة الثلاثة أعوام، حيث قام فريق العمل بإتمام مراحل التوثيق والتحليل الموضوعي على مدار ثلاث سنوات من 2018م وحتى 2021م، ونال الكتاب بفضل الله موافقة الجهات الحكومية والأكاديمية والتاريخية ذات العلاقة، وتَفَضل بمراجعة نسخته النهائية نخبة من مؤرخي التاريخ السعودي المعاصر وأساتذة الجامعات.
ويسُرني أن يكون الكتاب معروضاً في المعرض الدولي للكتاب 2021م في مدينة الرياض هذ العام، وذلك ضمن منشورات دار الثلوثية للنشر والتوزيع والتي تُعد أكبر دار نشر مٌتخصصةً في التاريخ السعودي المعاصر.
كما يُسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل باسمي واسم إخواني وأخواتي وأفراد عائلة محمد إبراهيم السبيعي لجميع الجهات والأفراد الذين أسهموا في إخراج هذا العمل الثقافي، وتحليل وثائقه، والتحققِ من ملاءمته للنشر، وتسهيل إجراءات طباعته ونشره وتسويقه.
وختاماً..
أدعوكافة القراء الكرام والمهتمين بتزويد فريق العمل بتعليقاتهم وملاحظاتهم حيال الكتاب شكلاً ومضموناً، وأؤكد لهم أنها ستكون محل اهتمام وسنستفيد منها عند إعداد الطبعات القادمة للكتاب مؤملين أن يجْد القراء الكرام فيه الفائدة المرجوة بحول الله تعالى.
رَحِمَ الله الأموات من حُكام هذه البلاد المباركة ورجالاتها البررة، وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة من كل مكروه، وأدام عزهم وسددهم لكل خير.
** **
- رئيس مجلس إدارة شركة محمد إبراهيم السبيعي وأولاده للاستثمار (ماسك)