عبدالله العمري
يبدو أن كرة الثلج تكبر يوماً بعد يوم بين نادي النصر ومحترفه المغربي عبدالرزاق حمدالله بسبب المشاكل الكثيرة والمتكررة التي يرتكبها حمد الله بحق نفسه قبل أي شيء وكذلك بحق فريقه.
الجميع متفق على أن حمد الله يعتبر واحداً من أفضل المهاجمين واللاعبين الأجانب الذين احترفوا بالدوري السعودي منذ إقرار مشاركة اللاعب الأجنبي مع الفرق السعودية، فهو لاعب موهوب وهداف بالفطرة ولا يختلف على نجوميته داخل المستطيل الأخضر اثنان، وساهم كثيراً في تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات النصراوية منذ احترافه بالنصر.
لكن هذه النجومية لم تكتمل أبداً وذلك بسبب المشاكل التي دائماً يتسبب فيها اللاعب لناديه، سواء داخل أو خارج الملعب، والشواهد والاحداث على ذلك كثيرة جداً، مما أوقع الإدارة النصراوية في حرج كبير في كيفية التعامل وتغطية ما يحدث من حمدالله بصفة مستمرة.
هذه المشاكل تسببت في انقسام الشارع النصراوي إلى معسكرين، معسكر يحاول دائماً التغطية (وترقيع) ما يحدث على أمل أن يتعلم اللاعب من أخطائه المتكررة، ويأتي وقوفهم معه بسبب قيمته الفنية العالية التي يمثلها لناديهم.
فيما يرى أنصار المعسكر الآخر ضرورة التخلص من اللاعب وإبعاده عن الفريق، وذلك بسبب تكرار المشاكل منه، وأصبح وجوده يمثل ضغطاً كبيراً على فريقهم سواء داخل الملعب أو خارجه، ووجهة نظرهم ان النصر ككيان أكبر من أي لاعب مهما كانت نجوميته وأهميته الفنية.
أما على الصعيد الرسمي داخل أروقة نادي النصر فبكل تأكيد إن حمدالله وضع الإدارة النصراوية في موقف صعب للغاية في كيفية التعامل معه، فجميع الحلول استخدمتها معه، ولكن لم تأت بنتيجة ايجابية وتعدل من سلوكه.
إدارة النصر تدرك جيداً أن الوقت ضيق جداً وفريقها تنتظره استحقاقات مهمة خلال الايام المقبلة لعل أبرزها مواجهته أمام الوحدة الإماراتي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا وتسعى لإمساك العصا من المنتصف على أقل تقدير حتى بداية الفترة الشتوية المقبلة لكي تكون الفرصة أمامها متاحة لجلب لاعب بديل عنه.
وأكاد أجزم أن هذا الموسم هو الأخير لعبدالرزاق حمدالله مع النصر، فصبر النصراويين تجاهه نفد تماماً، ولا يوجد مجال لمنحه مزيداً من الفرص الأخرى.
مشكلة بعض اللاعبين عندما يصل إلى النجومية ويكون في قمة مستواه يعتقد أنه أصبح أكبر من ناديه ويبدأ بالتعالي عليه، ومن هنا يكتب اللاعب نهايته الكروية من حيث لا يعلم، ويخسر ثقة جميع الأندية الأخرى قبل ناديه.
أعتقد أن تجربة حمدالله مع النصر يجب أن تكون درساً للاعبين الناشئين، فمهما بلغت من النجومية إلا أن النادي يظل هو الأعلى منك في نظر جميع جماهيره ومحبيه.