واس - نيويورك:
أكد معالي مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، أن المملكة تشاطر دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية، وتسعى لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من مسببات التغير المناخي، والوفاء بالالتزامات الدولية ضمن إطار الاتفاقيات الدولية المعنية، مشيرًا إلى أن المملكة تعمل دائبة على بذل الجهود للتصدي لآثار التغير المناخي؛ استشعارًا منها بأهمية هذه القضية، كونها إحدى أهم القضايا العالمية.
وأفاد السفير المعلمي، في كلمة المملكة أمس خلال المناقشة العامة لأعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية) خلال الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المملكة شجعت على مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون خلال رئاستها لمجموعة العشرين، والتركيز على خطط الطاقة المتجددة، مبينًا أن المملكة أعلنت عن مبادرتي السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين ستسهمان في تحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وأشار إلى أن اجتماع اليوم بعد عامين منذ بداية حدوث جائحة كورونا التي تسببت بخسائر بشرية وأضرار اقتصادية عالمية، وتحديات صعبة بما في ذلك التحديات المتعلقة بتحقيق أجندة 2030، يمثل الرغبة في تسريع العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وللتأكيد على التعاون والعمل المشترك في السعي إلى التعافي من آثار الجائحة والتصدي للتحديات وإكمال مسيرة تحقيق التنمية المستدامة الشاملة. ولفت السفير المعلمي، الانتباه إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب الكثير من العزيمة والإصرار، مشيرًا إلى أن المملكة تحت مظلة رؤية 2030 التزمت بتحقيق التنمية المستدامة من خلال وضع الاستراتيجيات بعيدة المدى، وبدأ التطبيق العملي للخطط التنموية الشاملة في المملكة التي نقلت الرؤية إلى آفاق متقدمة من العمل والانطلاق نحو مستقبل مشرق مستدام يحاكي طموحاتها. وقال: خمسة أعوام منذ انطلاق رؤية 2030 رسخت المملكة خلالها عددًا كبيرًا من الإنجازات الاستثنائية التي انصبت في دعم رفع جودة الحياة بالمملكة ضمن بيئة حيوية ورائدة، حيث توفرت البيئة لدعم النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل والاستفادة من إنتاج الطاقة المتجددة.
وأبان المعلمي أن الرؤية الطموحة قد قطعت أشواطًا طويلة لتحقيق الإنجازات في تقوية البنية التحتية، والارتقاء بالصناعات المحلية، وتطوير التقنيات المختلفة، وجذب الاستثمارات العالمية، وتقليل معدلات البطالة والعجز، وتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي شامل يتبلور في جودة حياة المواطن بشتى النواحي. وأضاف: بعد خمس سنوات من إرساء أساسات الرؤية المتينة، يبدأ عهد جديد من الإنجازات ونهضة الوطن بأفراده من الرجال والنساء والشباب الذين قدمت المملكة دعمًا كاملًا لتنميتهم في مختلف المجالات ودعم طموحهم وتمكينهم ليكونوا محركًا أساسيًا لدفع عجلة التنمية. وأوضح أنه إيمانًا بالرؤية وأهمية التركيز على جميع القطاعات الحيوية، أولت المملكة اهتماماً وحرصًا كبيرين لتنمية القطاع السياحي تأكيدًا لأهمية هذا القطاع في زيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة والاجتماعية، حيث إن السياحة ركيزة من ركائز رؤية 2030 وهي جزء داعم في خلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر لوضع المملكة في طريق التجارة والمنافسة العالمية. وجدد التأكيد أن المملكة أولت تطوير القطاع الرقمي اهتماماً كبيرًا، مشيرًا إلى أنه لدى المملكة بنية رقمية قوية أسهمت في تسريع التحول الرقمي، وترجمة إنجازات رقمية وضعت المملكة في مصاف الدول الرائدة وفي أعلى المؤشرات التنافسية التي تقيس الجودة الرقمية.
وشدد السفير المعلمي، في ختام الكلمة، على التزام المملكة بالتعاون الوثيق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتزامها بالتعاون المشترك ودعم الجهود الإنسانية والتنموية عالميًا بما يحمي مصالح الشعوب والعالم أجمع.