حميد بن عوض العنزي
قطاع الترفيه اليوم يعد أحد أهم القطاعات التي تركز عليها الدول كأحد ركائز الاقتصادات، لاسيما وأن الترفيه بمفهومه الواسع لم يعد محدوداً باللعب والتسلية أو الفن وحده، وانما اكثر اتساعا ليشمل جودة الحياة بكل مكوناتها من احتياجات للفرد والمجتمع.
موسم الرياض الذي أعلن تفاصيله رئيس هيئة الترفيه معالي تركي آل الشيخ يمثل نقلة مهمة في تحريك هذا القطاع ورفع مساهمته في الناتج المحلي واعتقد ان مشاركة 2300 شركة في تنفيذ 2500 فعالية تستهدف استقبال محو 75 مليون زائر، وتوظيف 100 ألف شاب وشابه، يشكل تحولا مهما في استثمارات القطاع لاسيما واننا في بداية المشوار.
يقول الخبير البريطاني مارتن ماكدونيل ان صناعة الترفيه تصنف عالميا بأنها قاطرة اقتصاديات القرن الـ21 بتنوعها وتعاظم اعتمادها على التكنولوجيات فائقة القدرة في مجالات الاتصالات والالكترونيات والمعلومات، ويقول بيل أرنست خبير أمريكي شغل منصب المدير التنفيذي لشركة والت ديزني الأمريكية سابقاً: «الترفيه صناعة متكاملة في مجالات البنية التحتية العقارية كالطرق والمنشآت السياحة كالفنادق والمطاعم والمتاحف ودور العرض والمدن الترفيهية والحدائق والمتنزهات.. إلخ».
تشير الأرقام الى ان مساهمة صناعة الترفيه في الناتج العالمي بلغت 2.2 تريليون دولار، وتقدر بعض التقارير الاستثمارات المستقبلية في هذه الصناعة خلال العقد المقبل بـ 5 تريليونات دولار، مدعوما بتجاوز إنفاق الاسرة عالميا لـ 30% من دخلها على الترفيه، فعلى سبيل المثال بلغت ايرادات مدن الملاهي عالمياً حوالي 39 مليار دولار، والالعاب الاكترونية تشهد صعوداً مذهلاً بإيرادات بلغت 500 مليار دولار، وأصبحت موردا ماليا مهما لكثير من الاقتصادات.
في المملكة نعتقد ان البداية جيدة، رغم ما يحتاجه هذا القطاع من بنية تحتية قوية ومتنوعة وعند اكتمال مشاريع البنى التحتية لهذا القطاع (هناك 64 مليار دولار ستضخ كاستثمارات في القطاع حتى 2030) سيكون لدينا قطاع مهم وداعم رئيس لنمو الإيرادات غير النفطية.