عرفت الشيخ عبدالله الصالح العثيم مواطناً مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه، رجل عظيم، همه الأول والأخير، إسعاد غيره قبل إسعاد نفسه، نحسبه والله حسيبه، من الذين قال الله عنهم، في كتابه الكريم {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}.
فالشيخ سباق لعمل الخيرات، فخيراته كثيرة ومتتالية ينفق على الوطن، والمواطن، وعلى الإسلام، والمسلمين.
ولسان حاله يردد:
أنفِقْ ولا تخشَ إِقلالا فقد قُسمت
بينَ العبادِ مع الآجالَ أرزا قُ
لا ينفعُ البخلُ مع د نيا مولية
ولا يضرُ مع الإقبالِ إِنفاقُ
ففي كل شهر يفاجئنا، بتقديم عمل خيري، وبمساعدات إنسانية تفرح القلوب وتسعد النفوس، وتنفع الناس. فمنهجه في حياته ما رواه عبدالله بن عمر عن الرسول عليه الصلاة والسلام (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ....الحديث)
ودائمًا ما يردد قول الشاعر:
لا تقطعن يدَ المعروفِ عن أحدٍ
ما دمتَ تقدرُ والأيام تاراتُ
لقد عرفت الشيخ عبدالله العثيم أبا فهد من الرجال، (الذين يؤثرون على أنفسهم) أعطاه الله فلم يقصر على نفسه، وعلى أهله، وعلى الناس غنيهم وفقيرهم، فالكل عنه راضي يسعد القريب والبعيد، يتصدق على هذا، ويوظف آخر بالمحلات وبالأسواق التجارية التي يملكها والمنتشرة بمدن المملكة وخارجها، المال رخيص على نفسه، وعليه ينطبق قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالح).
عرف عن الشيخ عبدالله الصالح العثيم أبي فهد، أنه رجل معطاء، تقضى على يده حاجات الناس، يجود بما يملك ويبذل ويساهم بالمشاريع الخيرية الجبارة التي تخدم دينه، ومليكه، ووطنه.
وفي يوم الخميس التاسع من شهر صفر لعام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين للهجرة بدأ وكالعادة بتنفيذ مشاريع وطنية طبية جبارة بمدينة بريدة، التي لا يرجى من تنفيذها إلا وجه الله، والتي يتقرب بها إلى الله عزّ وجل، عن نفسه، وعن والديه، وهما من أحسن تربيته، والتي جعلها وقفاً، عن والده المرحوم الشيخ صالح العثيم، وعن والدته العبده الصالحة النقية التقية، رقية القفاري عليهما رحمة الله.
لقد وفق الابن البار للبّر بوالديه، استجابة لقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.
ومستجيباً لتوجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه سأله سائل: هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما).
لقد حرص الوجيه، أبو فهد عبدالله الصالح العثيم، الذي صدق مع الله فأكرمه ونعمه، على البّر بوالديه، وهاهو يوم الخميس 9 /صفر/ 1443هـ الموافق 16 /سبتمبر/ 2021م يبدأ التطبيق الفعلي، والذي يمثل نوعاً من أنواع البّر، التي يقدمها الابن البار بوالديه للعمل بالمراكز التخصصية والتابعة لمستشفى الملك فهد التخصصي بمنطقة القصيم وهي:
1 - مركز الشيخ صالح العثيم للعيون.
2 - مركز رقية القفاري للتأهيل الطبي.
3 - مركز زراعة القوقعة.
وذلك على الأرض التابعة لمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة المقابلة للمبنى الرئيس من الجهة الشرقية، على طريق الملك عبدالله.
نسأل الله أن يعينه ويوفقه لإتمام هذه المشاريع الجبارة، والتي يحتاجها الوطن والمواطن، وأن يجعل ما قدمه، ويقدمه خالصاً، لوجه الله الكريم، وفي ميزان حسناته، وأن يتقبل ذلك عنه، وعن والديه، وأن يجعله من الذين ذكرهم في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
ونسأل الله له التوفيق والقبول لكل الأعمال التي أنجزها والتي سينجزها ويتقرب بها إلى الله، وأن يطيل عمره، ويحسن عمله، ويمتعه بالصحة، والعافية، ويصلح ولده ويزيده بسطه بالعلم والجسم، وأن يبارك له بماله وأهله وأولاده، ونسأل العزيز الكريم أن يعوضه عن كل ما قدمه للإسلام والمسلمين، وعن كل نفقة أنفقها في سبيل الله، اللهم ثبته بالقول الثابت ووالديه، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} واجعله ووالديه من الذين يأتون إليك بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
ختاماً نقول: شكراً الشيخ عبدالله الصالح العثيم، شكراً أبا فهد، على هذه المشاريع الجبارة، وغير المسبوقة، ونسأل الله لكم النجاح والتوفيق، وأن يجعلكم قدوة لأصحاب الأموال والأعمال، في تنفيذ الأعمال الوقفية التي تفيد الوطن والمواطنين الأحياء منهم والميتين، وشكراً على تقديم المساعدات التي تنفس الكربات، وتدفع البلاء، وتصلح الأحوال والصلاة والسلام، على الرسول الأمين، المبعوث رحمة للعالمين.
** **
القصيم - بريدة