سهوب بغدادي
أكتب هذا المقال على عجالة نظرًا لتأخري في إرساله -المعذرة من أسرة التحرير- لتواجدي يوم الثلاثاء في معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 ، حيث سمعت من بعض مرتاديه في الأيام افتتاحه الأولى أنهم عمدوا إلى الذهاب بواسطة سيارة الأجرة تلافياً لمشكلة المواقف والزحام، إلا أنني تفاجأت وسعدت بتواجد خدمة «فاليه» أو ركن السيارات «مدفوعة» 150 ريالاً قبيل دخولي المعرض، وهي تستحق على الرغم من ارتفاع المبلغ قليلاً، عند دخول المعرض توجد لوحة استعلامات لمعرفة مواقع تواجد دور النشر المشاركة و»باركود» لملف تعريفي بالمعرض، ولكنني لم أنجح في تحميله، من ثم توجهت إلى دار الرافدين واقتنيت أولى الغنائم تلته دار المعارف وبعض دور النشر السودانية، فيما تعجبت من بعض دور النشر التي تبيع نتاجها بسعر السوق! فما الفائدة من شراء ذات الكتاب بذات السعر من المعرض إذا لم يقدم لي المصدر الأساس أية مميزات؟ لذا فضلت أن أقتني بعض الكتب لاحقاً من المكتبات المحلية وأوفر مساحة في حقيبة السفر الصغيرة التي اصطحبتها، هنالك عربات لتنقل الكتب لكن لا يسمح بخروجها إلى مواقف السيارات فسيكون حمل الأكياس الثقيلة أمراً مضنياً.
في الوقت الذي وجدت دور نشر تابعة لجهات حكومة كمركز الحوار والتحالف الإسلامي العسكري وكلية الملك فهد الأمنية والتي توزع إصداراتها مجانًا وهي أبحاث ومواد في غاية الأهمية. في حين تواجدت دور تابعة لبعض الجامعات الحكومية وتعمد بيع الإصدارات بمبالغ رمزية.
من ناحية النوادر والطرائف، أخبرني الإعلامي القدير والكاتب الصحافي الأستاذ عبدالرحمن القرني أن إحدى الزائرات أتت خلال الأيام الأولى وأخبرته بأنها كاتبة فقال لها في أي صحيفة أو دار نشر تكتبين؟ فقالت أنا كاتبة في تويتر! كان ذلك الموقف غريباً ومريباً بالنسبة لنا ككتاب تقليديين، قد نكون بحاجة إلى تحديث فكري لنعي المتغيرات المعاصرة. كما وجدت عدداً من الكتاب اليافعين والمليئين بالطموح والقصص المثيرة إلى جانب نتاجهم الفكري، كالشابين حمزة عالم وعبدالله بن حسن مؤلفي كتاب «المكيدة والتعويذة عودة الشمال» وهي رواية في إطار الغموض والفنتازيا، على نمط قصص «هاري بوتر» و»قيم أوف ثرونز» أنا لا أفهم هذا المسار الأدبي الجديد ولكن أحببت قصتهم الشخصية التي أوصلت إصدارهم إلى الأرفف اليوم، كما باغتتني الأستاذة والكاتبة القديرة عبير العلي صاحبة رواية وهدانة في أحد الأجنحة برفقة الفنانة التشكيلية أريج الزيلعي، في الجمال الصدف والمكان الذي جمعنا!
الجدير بالذكر أنني حضرت بعض الفعاليات المصاحبة للمعرض مثل حفل الموسيقار عمر خيرت، وكانت ليلة حالمة وإحدى أجمل ليالي العمر، عندما وعد الجمهور السعودي بمفاجأة خاصةً للشعب السعودي في العلا بتأليفه مقطوعة موسيقية هناك، علاوة على مسرحية جزيرة الكنز المستوحاة من رواية بريطانية شهيرة، إلا أنها لم ترق للتوقعات بتاتًا، فيستحسن أن يحدد عمر معين للدخول لتلافي الضوضاء والتشويش خلال العرض، ولعدم فقدان انتباه الحاضرين، حيث خرج عدد كبير من المتفرجين خلال النصف الأول من العرض، في الوقت الذي نتطلع لفعالية «هانز زيمر» يبقى عامل التساؤل يدور عما إذا كان الموسيقار سيقدم الحفل بنفسه أم الاكتفاء بأداء مقطوعاته.
بشكل عام، أحببت التجربة هذا العام لتواجد جناح مختص بالطفل، إضافة إلى إطلاق مجلة مانجا العربية وفعالياتها الإبداعية في المعرض كالرسم والتلوين وتصوير الطفل على نمط فن المانجا.
بشكل عام كانت التجربة بديعة، ونتطلع لفعاليات أجمل في المستقبل القريب بإذن الله، من هذا النسق، أكبر دور وزارة الثقافة الجلي سواء من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب أو عبر الأنشطة الأخرى على مدار العام.
ختامًا: وجدت أمه إقرأ تقرأ