زكية إبراهيم الحجي
تُرى إلى أين يسير اليمن وما هو مستقبله في ظل صراعٍ هيمن عليه منذ سنوات.. وهل اليمن الذي كان يُطلق عليه «اليمن السعيد» سيستعيد سعادته التي حُرِم منها منذ زمن بسبب الحروب الداخلية والصراعات القبلية والاقتتال الطائفي.. وكونه الملاذ الآمن للتنظيمات الإرهابية التي لم تسلم من شرها دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية.. تفتت اليمن وانهياره لم يبدأ مع انتفاضة الربيع العربي عام 2011 استمرت معاول الهدم على وقع عجز المجموعات المتصارعة عن وضع حدٍ لصراعاتها الداخلية وحسم حروبها العبثية التي حمَّلَت الشعب اليمني تكلفة باهظة نتيجة ما عصف بمجتمعهم من كوارث ما بين عنف وإرهاب.. وفقرٍ وأمية وسوء في الأحوال الصحية والمعيشية.
مع ثورات الربيع العربي التي اجتاحت بعض الدول العربية وتغيرت معها بعض الأنظمة السياسية كانت اليمن واحدة من تلك الدول التي عمَّت فيها المظاهرات الشبابية المطالبة بإسقاط النظام.. ومع تطور الأحداث على الساحة اليمنية في تلك الفترة ولأن الحرب لا تُولد سوى الحروب والصراعات فلم يعد الحديث عن التدخل الإيراني في عمق الشأن الداخلي لليمن همساً بين الدوائر السياسية.. بل تعداه إلى العلن وعلى أعلى المستويات رغم وضوح بعض معالمه التي كانت محصورة سابقاً في الدعم إعلامياً وسياسياً للحوثيين.. وتزويدهم بالأسلحة المهربة خفية
التطورات الداخلية في اليمن وحدوث تماهٍ بين الحوثيين والمشروع الإيراني أتاح الفرصة للحضور الإيراني بشكلٍ صريح فبعد سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء رمت إيران بثقلها لدعم سلطة الحوثيين والظهور بمظهر المتبني والمناصر للمشروع الحوثي.. السؤال ماذا قدمت إيران للشعب اليمني المغلوب على أمره مقارنة بما قدمته حكومة المملكة العربية السعودية.. قدمت السلاح وتدريب الحوثيين لقتل الشعب اليمني والاعتداء بالصواريخ على مدن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين.. ساعدت الانقلابيين لنهب مقدرات وممتلكات الشعب اليمني.. وفرت الألغام المتفجرة وزرعتها في الطرقات وبين المساكن.. ساعدت الحوثي في تأسيس تجارة غير مشروعة وكرست مفهوم تقديم الأطفال والشباب كدروع بشرية والتضحية بهم إلى غير ذلك من الأعمال غير الإنسانية التي يندى لها الجبين
إيران تنخر في جسد الأمة الإسلامية فسياستها لا تختلف كثيراً عن سياسات الدول الاستعمارية فهي تتدثر بالشعارات البراقة لتعيث في الأرض فساداً ولسان حالها يقول «إنما نحن مصلحون» بينما ما نشهده على أرض الواقع سواء في اليمن أو العراق أو سوريا يقول: «إنهم هم المفسدون» وما تمارسه إيران عبر وكلائها في المنطقة ما هو إلا أطماع توسعية لفرض نفوذها وهيمنتها على المحيط الجغرافي المحيط بها والمملكة العربية السعودية لن تتردد بردع أي ستهدافات لجماعة الحوثي أو أي جماعة تابعة ومدعومة من إيران.