ميسون أبو بكر
الأمسية الشعرية التي نظمتها وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الفعاليات على هامش معرض الكتاب بمناسبة حضور العراق ضيف شرف على المهرجان فاقت التوقعات حضوراً ووقعاً على الجمهور المتعطش لحضور الشعراء المشاركين وأجواء الأمسيات وسحر المنابر، فيحضن معارض الكتب العصرية التي تحولت اليوم من مجرد منصات لبيع الكتب إلى ملتقيات شاملة متكاملة ومقاهي ثقافية ومسارح للفنون وغيرها، لقد أعادت للشعر وهجه وحضوره فامتلأت القاعة عن بكرة أبيها من الجمهور المتذوق ومن أساتذة النقد والشعراء، ولا يفوتني أن أذكر أن الشعراء جاسم الصحيح ومحمد يعقوب والشاعر العراقي الجميل د. عارف الساعدي هم شعراء كونوا لهم شريحة واسعة من الجمهور عبر العالم العربي مما يتعدى المساحة الجغرافية لأوطانهم متخطين الصورة الذهنية أنه لا شعبية للأدب.
عرس الكتاب في الرياض هذا العام مختلف فهو انتقل ليكون في مقر واجهة الرياض الساحرة خارج أزمة السير وقلب المدينة المزدحم، قريباً من الفنادق التي اختارتها وزارة الثقافة لتكون مقر ضيوفها، وهي فرصة ليطلع الضيوف على هذا الامتداد الواسع للرياض التي تكبر وتمتد شمالاً مع سلاسل من المطاعم والمولات والمقاهي والأماكن الترفيهية.
ألف دار نشر من 28 دولة شاركت بالمعرض الذي أحسن القائمون عليه اختيار العراق ضيف شرف هذا العام في ظل الجهود التي تقوم بها الدولتان لمد جسور التعاون بينهما، العراق الذي يتوق للحضن العربي حيث تعد الثقافة من أقوى الجسور وأسرعها. كل أولئك القادمين من بغداد وبقية المدن العراقية حملوا معهم تفاصيل دجلة والفرات ونخيلها وكل من أحببنا واحتفظنا بذاكرة عذبة ننشدها كل حين، السياب ونازك الملائكة والجواهري وغيرهم حتى الذين غنوا للعراق من شعراء العربية وطرزوها حروفاً لا تشيخ.
معرض الرياض الدولي للكتاب يعتبر تظاهرة كبيرة تشير أرقامها وأرباح الكتب وأعداد الزائرين الذين تعدّى عددهم في اليوم الأول أربعين ألفاً كما أعداد جهات النشر، التي أسهمت بشكل فعال في ازدهار العمل الثقافي، بما في ذلك التأليف والترجمة والنشر والتوزيع، كل ذلك يسهم في الازدهار الاقتصادي لهذا الحدث الذي تعتبر وزارة الثقافة المايسترو الحقيقي له.
الاهتمام بالتفاصيل والتواصل مع المشاركين واستقطاب الشابات والشباب في التنظيم والتنسيق جعل من الحدث قيمة مضافة لهدفها الرئيس.
كل عام وأنتم بخير والكتاب بألف خير والشعر ديواننا والشباب عماد أوطاننا والثقافة هوية والاقتصاد يزدهر بها.