ليس مستكثراً على أستاذ الأجيال محمد العلي، حظوته عربياً وربما عالمياً بكل هذه المكانة. لدينا رموز كثيرة لها الفضل علينا، لكن (أبو عادل) متميز بخصائص قل ما تتوفر في غيره من بدور وأقمار ونجوم المعرفة.
هذا العملاق المؤسس وعيه بثقافة تراثية عميقة وواسعة، عَالِم لا متعالم، وكاتب واقعي تبنى ( إنسانية الإنسان) لتكون محور أسئلته الكُبرى في شعره ونثره. ولِحُسن حظنا أن منحتنا الأقدار فرص اللقاء بالكبير في مناسبات عدة داخل المملكة وخارجها.
العلي الأنيق في ملبسه ومنطقه وحرفه، نجح كثيراً في الكتابة بكامل شموخه، واستقامة صُلبه، تتغير حوله الظروف وتتعاقب المتغيرات تضاريسية ومناخية، وذاتية وموضوعية ومثالية، والعلي هو العلي، ديدنه الصدق النابض في عمق الكلمات وفوق رؤوسها بذات الموسقة الفاتنة والصافية والمنتمية للنبع لا للمصب.
يفرح كثيراً بتعدد الأصوات التنويرية، وكأنهم أولاده، أو مريدوه النجباء في اقتفاء أثر ابن رشد وأبي العلاء، وقل ما سمعته يطرح إجابات قطعية، قدر عنايته بصياغة أسئلة ربما تكون إجابتها منها وفيها وربما لا إجابات منطقية لها كونها أسئلة لماذا؟ أكثر من كيف؟.
أكثر ما لفتني أن هذا (الفخم) مترع بطاقة إيجابية، كل من يلتقيه، أو يتصل به، ومنهم كاتب هذه السطور إلا ويفيض عليهم من سخاء روحه، ونقاء مشاعره، وتفاؤله ما يدفعهم للحياة والحُبِّ والإبداع بكامل لياقتهم.
بماذا أناديه، وهو شبيه أبي...
تفادى طيوف أبي الطيب المتنبي
و فدّ بوحيّ النبي
أميناً على حكمة الشيخ بالرغم من زمنٍ مُتعبِ
ومستودعاً لنمير الحكايات.
إذا ما ارتمى البدر يوماً بحضن الصبي.
** **
- د.علي بن محمد الرباعي