- إنسان مُرهف، وشاعر متألق، وكاتب مبدع ومتدفق.. إذا التقيته وجدت فيه تواضع الرواد الكبار، وسماحة النبلاء، يغمرك بتودده وكرمه ولطفه.
- كان آخر لقاء لي معه في بيروت قبل عدة سنوات حين كان يقيم هناك، وأنا كنت أحضر دورة تدريبية، وكان حلقة الوصل بيننا رجل العلاقات الثقافية الأول الصديق العزيز أبو يعرب الأستاذ محمد القشعمي، حيث زودني برقم هاتف الأستاذ العلي، وأوصاني بضرورة التواصل معه.
- وحين اتصلت به - حفظه الله -أصر على دعوتي لزيارته في منزله، وجاء إلى مقر إقامتي، برغم معاناته الشديدة من ألم في العمود الفقري، وأخذني بسيارته الخاصة، وأمضيت في ضيافته ليلة كأنها قصيدة، ليلة عامرة بأجمل نفحات الشعر والأدب والحوار الراقي الجميل.
- في تلك الليلة، أبلغني الأستاذ أبو عادل بأن الشاعر أدونيس كان في ضيافته ليلة الأمس، وتمنى أنني كنت حاضراً، وأنا تمنيت ذلك؛ لكي أسعد بالحوار الذي جرى بين هذين المبدعين الكبيرين.
- وفي نهاية اللقاء، أصر على مرافقتي إلى الفندق الذي كنت أقيم فيه، رغم ظروفه الصحية، وودعني أمام بوابة الفندق بمثل ما استقبلني به من حفاوة وترحيب.
- وأتذكر أنه في تلك الليلة، أهداني نسخة من مجموعة شعرية للشاعر أدونيس، لا يحضرني اسم المجموعة الآن، لكني أذكر أنها كانت عبارة عن نصوص شعرية وهوامش، وهذه تجربة جديدة بالنسبة لي؛ ولذلك فقد احترت في طريقة قراءتها، هل أقرأ النص كاملاً ثم أعود لقراءة الهامش، أم أتنقل بينهما في اللحظة نفسها..؟!
- ومن خلال ما اطلعت عليه من نصوص تلك المجموعة، أدركت أن الهامش لا يقل شعرية عن النص.
- الحديث عن قامة أدبية في مكانة أبي عادل - خُلُقَاً وإبداعاً - حديث لا يُمل ولا ينتهي، لكني سأكتفي بهذا القدر، مستشعراً الحكمة التي تقول: خير الكلام ما قل ودل.
- حفظ الله أستاذنا أبا عادل، ومتعه بكامل صحته وعافيته.
** **
- حمد العسعوس