ـ وجائحة كورونا على وشك الرحيل بعد اكتشاف اللقاح لها، لدي سؤال لكتاب المسرح السعودي، بعد ما أخذتم اللقاح وأصبحتم محصنين، هل وجدتم أنفسكم أمام تجربة كتابية جديدة وأعني بذلك التجربة الكوفيدية (كوفيد 19)؟ أعتقد أن كتاب المسرح الاجتماعي لن تمر عليهم هذه الجائحة مرور الكرام دون أن تنعكس على إنتاجهم الإبداعي في الكتابة، سوف نرى قريباً وبمشيئة الله تعالى ظهور كورونا على خشبة المسرح في أشكال فنية وطرق تعبيرية مختلفة، وعندما أقول كتاب المسرح الاجتماعي، لأني أدرك تماماً بأنهم القادرون على استنباط أعمالهم من واقع المجتمع الذي يعيشونه، وتجسيد قضايا وموضوعات الناس الحياتية على خشبة المسرح، في المقابل هناك كتاب مسرحيون آخرون على النقيض، وهم كتاب ما يسمى بالمسرح التجريبي أو التغريبي والعبثي، هؤلاء كتاباتهم في الغالب خارج الاطار الاجتماعي، لأنهم يرون أنفسهم أصحاب نظرة إنسانية عامة لا تخص مجتمعاً بعينه، نظرة هلامية يكتنفها الغموض وتكثر فيها الرموز والإسقاطات والعلاقة العكسية بين الرئيس والمرؤوس، لذا يظهر ما يكتبونه على المسرح مرتبكاً فاقد الحضور والتلاقي الجماهيري، وبالتالي أصبحوا خارج دائرة اهتمام المسرح الجماهيري، والسبب هو عودة المسرح الاجتماعي الجماهيري المرتقبة بعد غياب طويل، وللحقيقة أصبح الجمهور المسرحي لديه وعي بأهمية المسرح على عكس الماضي الذي تلبسته بعض المفاهيم المغلوطة عن المسرح، مما أصاب المسرح والمسرحيين تشويه وتقليل من قيمة المسرح وأهميته في نظر المجتمع، فتمت إعاقة المسرح الموجه للجمهور المحلي، وابتعد عنه كثير من المواهب المسرحية لتتوجه هذه المواهب بمسرحها إلى المشاركات الخارجية سواء للمسرح أو التلفزيون، ولا ننسى أن غياب المسرح عن جمهوره في مجتمعه المحلي هو نتاج غياب البنية التحتية والمقومات الأساسية للمسرح، والاعتماد على الجهود الفردية والاجتهادات الخاصة وتقديم عروض ضعيفة ومرتبكة وفي أماكن غير مخصصة، والاعتماد على غير المختصين في إدارته، كذلك فيما مضى أدى غياب القوانين المنظمة للمسرح والمسرحيين إلى إحباط الكثير من الجهود المسرحية بسبب عدم وجود مرجعيات رسمية منظمة وراعية للعمل المسرحي، وعدم ضمان حقوق الفنان المسرحي وعائداته المادية المستحقة، أما اليوم حضرت المرجعيات للمسرح والنظم والتنظيمات والحقوق بوجود هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة واستراتيجياتا المستقبلية الخاصة بتطوير المسرح، لذا أرجو أن يعود المسرح الاجتماعي الجماهيري من جديد إلى دوره المؤثر في حياة الناس ليقدم مسرحيات ذات أهداف ومضامين اجتماعية قيمة يتصدرها نجوم الشباك.
** **
- مشعل الرشيد