د. صالح بن سعد اللحيدان
يقع بعض العلماء والمؤرخين من ذوي التصنيف في الخطأ، وذلك يعود للتلقائية التي يؤلفون من خلالها المصنفات، ولعلي أجمل بعضًا من هذه الأسباب، فمن تلك ما يلي.. تلقف الأخبار دون تمحيص، الثقة المجردة بمن يأخذون منه، نقل ما يسمعونه في المجالس على العلات، العجلة في التدوين دون عرضها على علماء الأسانيد وأحوال الرواة، حب مجرد التصنيف عند بعضهم، لعله عند بعضهم الميل كل الميل إلى تدوين ما يذهبون إليه من معتقد، الجهالة بحقيقة موازين الطرح العلمي. ولقد وجدت أن بعضهم يكلف غيره للتصنيف بمقابل مادي، ثم هذا قد يقع منه الخلل، العجلة والمجاراة للغير، وقد يوجد من نيته صالحة لكن النية وطيبة القلب لا يشفعان في هذا ناهيك أن علم الجرح والتعديل كان متوافرًا إلى سنة 352هـ، وبعد ذلك انقطع لانقطاع الرواية وتدوين الآثار كما ذكر الإمام الرامرهرمزي، وبعد ذلك إنما اللت والعجن والتطاحن بين الفرق والمذاهب فدخل بعد ذلك الضعيف والحسن لغيره وما لا أصل له والموضوع من الآثار، ومن هنا كان حطن الليل وكان الرقم على الماء والصيد بالماء العكر، ولهذا فإنه من ضرورة العقل الواعي ومن ضرورة الأمانة واحترام العقل أن يكون العالم والمؤرخ لديهما شعور بأهمية الطرح ولو طال المطال والعبرة بالكيفية لا بالكمية في التأليف لأن الخلق يريدون الصواب ولو قل، وذلك خير من التأليف ولو كثر.