في رثاء الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس- رحمه الله
"أأرحل قبلكِ أم ترحلينْ..؟!
وتغرب شمسي أم تغربينْ"..؟!
تساءل - منتظراً يومهُ
يحين، وفي كل بيت حنينْ
تساءل - منتظراً ساعة
تحل، وفي كل حرف يقينْ
تأملتُ... روعة أبياته
قبيل الرحيل لأم البنينْ
فبيتٌ أنينٌ، وبيتٌ حنينٌ
وبيتٌ يقينٌ، وبيتٌ حزينْ..!
تساءلَ، ثمّ اختفت شمسهُ
وغادرها.. للأسى والأنينْ
السنين أفاقت؛ لتبكي عليه
وأعظم حزنٍ.. بكاء السنينْ
وفي كل ركنٍ - له - نفحةٌ
من الشعر تندبه كل حينْ
ستبكيه نجد بأشعارها
فقد كان حارس هذا العرينْ
وكان المناضل؛ كي يتجاوزَ
بالشعر في نجد للدارسينْ
بمنهجه.. وسطي الرؤى
فلا لليسار، ولا لليمينْ
بميزان عدل، يحث الخطى
تراه على الحق دنيا ودينْ
فهذا ابن إدريس رمز النّقاء
ورمز الوفاء، الوفيّ الأمينْ
أباه..، وإن كنت لست أبي
فراقك صعب على المتعبينْ
تكاد الحياة تناديك، لما
رأتك تسير مع الراحلينْ
أباه، وإن كنت لست أبي
مكانك في القلب لن يستكينْ
وذكراك سوف تظل لنا
دليلاً وبوصلة المدلجينْ
رسمت لي الدرب، ألهمتني
وحفزتني وسط السالكينْ
وشجّعت موهبتي، منذ كنت
صغيرًا، غريبًا مع المنشدينْ
وكنت فخورًا، وأنت تراني
أنافس كوكبة المبدعينْ
أباه، وإن كنت لست أبي
فأنت أبي في الكلام الثمينْ (*)
أناشد ربي أن يصطفيك
وأن يجتبيك مع المحسنينْ
... ... ... ... ...
* المقصود بـ(الكلام الثمين) الشعر
** **
-شعر: حمد العسعوس الخالدي