رقية سليمان الهويريني
نشرت إحصائية عام 2016 من لدن لجنة السلامة المرورية في أرامكو السعودية وقد تبيَّنَ من خلالها أن 18 % من الحوادث الجسيمة كانت بسبب الشاحنات! هذه الاحصائية قبل خمس سنوات! وبرغم اتخاذ المرور العديد من الإجراءات والتدابير والضوابط والاشتراطات القانونية لتنظيم سير المركبات إلا أن تلك الإجراءات لم تتناول سلوك سائقي الشاحنات على الطرق داخل المدن ومنعها في أوقات الذروة؛ فما زال سائقو الشاحنات يتجاوزون تلك التعليمات ويعمدون للسير بسرعات عالية، ويلجأ عدد كبير منهم إلى أسلوب التجاوز أو الانحراف المفاجئ من المسار المخصص لهم معرضين أنفسهم ومرتادي الطرق لحوادث خطيرة، عدا عن إعاقتهم الحركة المرورية وتسببهم بالاختناقات والازدحام اليومي، ووقوع الحوادث المرورية، فلا يكاد يمر يوم إلا وتنقل لنا الأخبار حصول حوادث قاتلة بسبب تهور السائقين ممن أمنوا العقوبة فأساءوا القيادة وبالتالي عرّضوا سالكي الطرق لأخطار مفجعة.
ولا أجاوز الواقع حين أعزو ذلك التهور لفشل الحملات المرورية الطارئة مما يتطلب الحزم بتحديد أوقات سير الشاحنات ومسارات عبورها، ومضاعفة العقوبات لمرتكبي المخالفات كعدم الالتزام بالحمولات المسموح بها التي تتلف الطرق، وإهمال صيانة مركباتهم لا سيما الأنوار الخلفية والجانبية وعدم تنظيفها، وهذا يتطلب من المرور تشديد العقوبات على سائقي الشاحنات ممن يفتقرون للخبرة في التعامل مع الأوزان الثقيلة للمقطورات، ونقص الوعي المروري الكافي، الذي لا يجدي معه إلا سحب رخصة عدم الملتزمين بالتعليمات، وتشديد الرقابة على مخالفاتهم بمراعاة أوقات الذروة، ومنعهم من التحرك في فترات الكثافة المرورية، وإلزامهم بالسير في المسار الأيمن فقط، ووضع لوحات إرشادية وتحذيرية دائمة تتضمن الأوقات التي تمنع دخول الشاحنات لهذه الطرق والتبليغ الفوري عن أي شاحنة تتجاوز التعليمات.
إن المتابع لحركة المرور يجزم أن الشاحنات باتت قنابل موقوتة في ظل تهور سائقيها في قيادة المركبة، مما ينبغي تعامل مرتادي الطرق معها بحذر وخاصة عند مشاهدة حمولاتها الزائدة وسرعتها الطائشة، وعلى المرور الحزم وتشديد العقوبات ومراقبة تحركاتها، كما على وزارة النقل إلزام أصحاب الشاحنات بأن يسلكوا الطرق الدائرية خارج المدن، وعلى أمانات المناطق ربطها بالمناطق الصناعية وتجمعات المستودعات والساحات التجارية خارج المدن لمزيد من الأمن المروري المطلوب.