بتول الحريري
المتطلع في حال مجتمعاتنا يلحظ البون الشديد بين قيمنا وحالنا، بين شيمنا وأخلاقنا.
ومن هنا تأتي ضرورة الرجوع بالمجتمع والنشء خاصة إلى قيمنا الأصيلة وشيمنا النبيلة حتى نتجنب ما ظهر فيما من فساد وما حدث لمعاملتنا من اعوجاج، وما بدا جلياً في عين المحب والمبغض من اتساع الهوة بين ما عرفناه من قيم وشيم، وما نجده من معاملات وأخلاقيات.
من هنا نهيب بالجميع أن ينقذوا الأجيال ويكون لهم نصيب من إصلاح المجتمع، فنهيب بالدعاة المخلصين أن يهتموا ببث القيم الإسلامية الأصيلة كالتعاون والود وحسن الجوار ومساعدة الضعيف واحترام حدود الغير والتواضع، والشيم العربية من كرم ونخوة وشهامة ومروءة وصدق ووفاء بالعهد وكسب المال من عمل اليد وغيرها حتى يسعد المجتمع بأبنائه. ونهيب بالمعلمين معلمي الناس الخير أن يربوا الناشئة على كل فضيلة وتحذيرهم من كل رذيلة ومع تعليمهم العلوم لا مانع أن يقرنوها بقيم وشيم تنفعهم في الدنيا والآخرة بل يتعدى نفعها لكل من بالمجتمع.
ونهيب بمن يعمل بمجال التنمية البشرية أن يدل متدربيه على التزام القيم والشيم الصالحة وأن يورثوها لذويهم ولا يفرطوا فيها مهما حدث.
ونهيب بمن يملك قلماً في وسائل التواصل المرئية أو المسموعة أن يوظف قلمه ويهب منبره لما يخدم صلاح المجتمع وعودة من يقطنه إلى القيم والشيم الصالحة.
إنني أناشد الأمهات والآباء والمدربين والمعلمين والخطباء والدعاة وكل من يملك قلماً ينشر به وكل من يريد بمجتمعنا خيراً أن يحرص على نشر القيم بل وليكن قدوة لغيره حتى يسهل على الآخرين الاقتداء به. لعلنا ننجو مما انتشر من أخلاق رذيلة ومعاملة جائرة.
ترى إن لم نرعوِ الآن بعد ما انتشر في المجتمع مما لا يخفى على أحد، فمتى نرعوي؟ ومتى نعمل على نشر القيم والشيم التي ترقى بأخلاقنا؟ فنسعد من حولنا.