د.م.علي بن محمد القحطاني
قرار آتٍ لا محالة طال الزمن أو قصر فلا بد للمجتمعات والدول من التمرد على كورونا واتخاذ القرار الأصعب، فكورونا زائر وما على الزائر إلا رحيل مهما طال بقاؤه فما بالك إذا كان هذا الزائر ثقيل الظل وغير مرغوب فيه وسيدخل قائمة الأوبئة السابقة التي مرت على البشرية وتلاشت وإن كنت أعتقد أنه سيستوطن بعض المناطق ذات البيئة الملائمة له ويصبح من الأمراض الموسمية.
المملكة على أعتاب اتخاذ قرار عودة الحياة لطبيعتها إلى ما قبل كورونا مع إدخال بعض التعديلات عليها ومنها المحافظة على التباعد الجسدي ولبس الكمامة والأهم من ذلك أخذ جرعتي اللقاح فديننا الحنيف يحثنا على الأخذ بالأسباب والاحتياطات اللازمة لقوله صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل.
وقد سبق لي قبل عام تقريباً وفي هذه الصحيفة أن نشرت مقالاً بعنوان كورونا واللقاح.. سباق للمجهول وأشرت فيه إلى أن لقاحات فيروس كورونا ستوفر بعض الضوء في نهاية النفق، ولكنها وحدها لا تعني نهاية جائحة فيروس «كوفيد-19». وإنما ستكون اللقاحات والتطعيم أداة رئيسية وقوية إلى مجموعة الأدوات التي تتوفر لدينا. ولكنها لن تقوم بالمهمة وحدها ويتحتم علينا ولعدة أشهر، استمرار الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل الأيدي، ولبس الكمامات لمنع انتشار الفيروس.
وهذا القرار يحتوى نسبة المخاطر عالية نوعاً ما ولكنها محسوبة بما تتمتع به المملكة من بنية طبية قوية والنسب المتسارعة في أعداد متلقي جرعتي اللقاح والتي قاربت 55 % من عدد السكان.
فعلينا كمجتمع القيام بالأدوار المطلوبة منا لإنجاح جهود الدولة في الخلاص من كورونا وكل مظاهرها وطقوسها وسنصل قريباً -بإذن الله- للمناعة المجتمعية وأن كنت أرى استثناء القدوم والسفر خارج الحدود فيجب المحافظة على نفس سياساتها وبرتوكولاتها للحماية من دخول المتحورات التي تمثّل الخطر القادم.