عطية محمد عطية عقيلان
عند زيارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2021م والمقام في واجهة الرياض، والذي افتتح يوم 1 أكتوبر ويستمر لغاية 10 أكتوبر 2021م، استحضر مشاهدات شخصية منذ بدء المعرض في جامعة الملك سعود في الثمانينات الميلادية، ومن ثم انتقاله إلى معارض الرياض في موقعها القديم، وبعد ذلك إلى مركز معارض الرياض الجديد وكان نقلة نوعية في الكم والكيف، وكانت في بدايات المعرض يتم ببيع الكتب والتي يغلب عليها التراث التاريخي والإسلامي والأدبي والمجلدات والكتب المترجمة، مع تواجد الجهات الحكومية ومختلف القطاعات والجامعات وخلافه، مع عدد قليل ومحدود من دور النشر واقتصارها على المحلية والعربية، مع تطور ملحوظ في معرض الرياض خلال السنوات الخمس الماضية بتنوع العارضين وجذب ضيف بلد في كل سنة للتعريف بثقافته، وتميز بطريقة العرض وتواجد حلقات نقاش وتغطيات إعلامية ونقاشات أدبية مع مناكفات هناك وهناك بين مختلف التيارات، إلا أن ما شهده معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2021م، كان انطلاقة مختلفة ونقلة ثقافية بمواكبة فنية وتنوع غير متوقع لأكثر المتفائلين بمشاهدته في معرض الرياض للكتاب، كاكتشاف المواهب الجديدة في الأدب والفن من خلال ورش العمل التي تستهدف الأطفال بالرسم بالألوان المائية، وورش أنا أكتب بدون أخطاء إملائية، وبه جانب مهم في المعرض للاهتمام بالنشء واكتشاف مواهبهم وتحبيبهم في القراءة والتفكير والإبداع والرسم وغيره، وهناك جانب عملي في المعرض وطرح مختلف وقد يكون فريداً وهي ورش العمل والمحاضرات التي تتحدث عن تجارب محددة لرموز ثقافية وأدبية ومؤسسي دور نشر وكتاب، مع وجود ورشة عمل «كيف تؤسس وكالة أدبية» مع جانب مهم وملهم وهي عرض التجربة اليابانية الفريدة في المتاحف لاسيما أنه قطاع مستهدف لجذب السياح والتعريف بالحضارة ويحتاج إلى الاطلاع على تجارب الآخرين، إضافة إلى الأمسيات الشعرية وجلسات الناشرين والمشاكل التي تواجههم وكيف يتم تشغيله وتطويره، مع ربط بين اللوحات والموسيقى، وما يدعوا إلى الفخر والسعادة ورش العمل التي تتحدث عن طرق تنمية ذوي الإعاقة ثقافيًا، وتشبع مجالاته، ورغم زخم الحضور إلا أن التنظيم كان سلسًا وببشاشة وود من الشابات والشباب المنظمين، مع سهولة الوصول والحصول على المعلومة وتطبيق إجراءات السلامة مع خدمة سريعة ومتكاملة، ليكون التنظيم صورة مشرفة لإبراز وتحقيق أهداف هذا الحدث العالمي وتضفي عليه رونقًا ورضا لزوار.
ختامًا معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2021م يشهد نقلة نوعية مفرحة، لتعددها على مستوى عرض آلاف الكتب والخدمات، وتتنوع ورش العمل وعرض التجارب واستقطاب كتاب ودور نشر مؤثرة عالمية، ليصبح ينبض بالحياة ويشع شغفاً لجذب الناس ويواكب رؤية 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة، وهي فرصة للحضور أو متابعته عبر منصات التواصل الاجتماعي والاطلاع على ورش العمل والاستفادة منها من هذا الحدث العالمي والمفيد في توسعة آفاقك وتضيف لك معرفة وخبرة تراكمية تنعكس على حياتك وعملك، وأذكر بمقولة الروائي الياباني هاروكي موراكامي والذي وزعت ملايين من كتبه وتصدرت الأكثر مبيعاً في العالم، وترجمت إلى العديد من اللغات، يقول «أنا إنسان عادي جدًا، أنا فقط أحب قراءة الكتب».