تناقلت وسائل التواصل إعلانات انتهاء أزمة جائحة كورونا في بعض دول العالم فأصبح الإعلان الرسمي وشيكاً في حال الوصول إلى المؤشرات اللازمة التي تحدد نهاية الأزمة حسب خطة العودة للحياة الطبيعية التي أعلنتها وزارة الصحة. عند إعلان العودة للحياة الطبيعية علينا الاستفادة من دروس مررنا بها خلال الحجر الصحي وفي فترة الالتزام بالتدابير الوقائية وعدم التخلي عن سلوكيات حضارية اكتسبها الكثير بسبب الإجراءات التي فرضت أثناء الجائحة ومن أبرز هذه الدروس:
التباعد:
انتظار الدور والتباعد في الأماكن العامة والتسوق سلوك حضاري لا نود أن يختفي بمجرد إعلان العودة للحياة الطبيعية، التباعد ليس في وقت الأزمات فقط ذلك لأن قواعده بنيت على معايير صحية تناسب جميع الأوقات وتراعي خصوصية الأشخاص.
الاقتصاد في المصاريف:
اتضح لنا خلال هذه الأزمة الفرق بين الضروريات والكماليات ومن ثم هناك فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا في التسوق والمشتريات، كما أن الإسراف في المناسبات الاجتماعية عند العودة للحياة الطبيعية سيكون دلالة على عدم الوعي بالتجارب الناجحة التي أقيمت في فترة فرض القيود والتي كانت مثالية بكل المقاييس بعيدا عن التكاليف غير الضرورية.
الخدمات الإلكترونية:
إنجاز الأعمال عن بعد من أهم الميزات التي يجب المحافظة عليها وتطويرها في كل الاتجاهات، فمن المؤسف أن تعود الحياة لطبيعتها ونتخلى عما اكتسبناه من قفزات في الأتمته الإدارية لجميع المرافق والتطور في التسويق الإلكتروني الذي يخدم جميع الأطراف، إن إقرار إنشاء هيئة الحكومة الرقمية في هذه الفترة يعد دافعاً لجميع القطاعات لتطوير واستدامة خدماتها الإلكترونية.
الاهتمام بالحالة الصحية والنظافة الشخصية:
حرصنا خلال الأزمة على متابعة الحالة الصحية باستمرار والتغذية الصحية والرياضة المنزلية كما تضاعف الاهتمام بالنظافة والتعقيم بشكل متواصل، خلال الأزمة كان هناك تكثيف من جميع وسائل الإعلام على إرشادات الاهتمام بالنظافة الشخصية مما سهل غرس هذا المفهوم لدى الأطفال وعزز تجاوب باقي الفئات العمرية.
الدور المجتمعي:
تناول مفهوم العمل التطوعي بشكل أكبر من السابق من خلال المنصة الوطنية للعمل التطوعي، كما ازداد الوعي بأن سلوك الفرد ينعكس على المجتمع وتأصلت هذه القناعة بعد فرض مخالفات الإجراءات الاحترازية والتدابير (البروتوكولات)، أما الاستجابة الفورية للتعليمات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص التي واجهت تجاوباً مباشراً من الجميع كانت مضرباً للمثل فلنبق متجاوبين مستقبلا.
التخطيط الذكي:
منذ أن أطلقت رؤية المملكة 2030 التي كانت حديث العالم وكان لانتشارها دور كبير في رفع الوعي بأهمية التخطيط على المستوي الأسري والشخصي، وخلال هذه الأزمة برز مفهوم التخطيط السليم والمرن فوجدنا المخططين الناجحين اجتازوا هذه الأزمة بأقل الخسائر.
عند إعلان العودة للحياة الطبيعة قد نواجه اختناقاً في الحركة المرورية بشكل ضخم وخصوصاً في المدن الكبيرة بسبب زيادة عدد المركبات بما أن معدل الزيادة الطبيعي أضيف له نسبة امتلاك النساء للمركبات خلال السنتين الماضيتين، ومن المؤكد أن يكون هناك ارتباك في كثير من المرافق بسبب الشعور بالتحرر من القيود وفرحة التخلص من الكمامة.
يحق لنا أن نبتهج بالعودة لحياة طبيعة ونفتخر بما قدمته حكومتنا خلال هذه الأزمة ونصلي شكراً لله على انتهاء الجائحة ولتكن صلاتنا صفا واحداً كالبنيان المرصوص.