لنحذر الهم والغضب واليأس فهي أعدى أعدائنا، وعواقبها وخيمة. فالهم قاتل، ويجب علينا أن نتغلب عليه بإزالة أسبابه. أما الغضب فلنتذرع له بالحلم ونبدأ يومنا بهدوء وابتسامة، وسنجد أن ليس ثمة ما يوجب الغضب في أكثر الأحيان.
فلو علم المرء مدى العلاقة بين أعصابه وأعضاء جسمه ووظائفها المختلفة، لعمل على الاحتفاظ بهدوء أعصابه، ليعيش سليماً معافى. ولكن الكثيرين يعتقدون أن الجهاز العصبي لا يسيطر إلا على أعضاء الجسم الخارجية فقط، فلا يتحكم إلا في الحركة والمشي والكلام. والصواب أنه يسيطر على جميع الأعضاء والأجهزة الداخلية بما فيها القلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي والتناسلي والبولي والرئتين.
ويجب أن يعلم المرء أن المؤثرات النفسية المختلفة مهما كانت بسيطة تؤثر في وظائف كثير من أعضاء الجسم وإفرازات غدده الداخلية، فعند خوفه أو غضبه تزداد ضربات قلبه ويرتفع ضغط دمه وترتجف أطرافه، وكثيراً ما يتصبب منه العرق. أما في الفرح فينخفض ضغط الدم ويشعر الإنسان بنشاط غريب وتزداد شهيته للأكل.
جاء في كتاب (كيف تكسب النجاح): لقد أثبت الطب أن كثيراً من الأمراض العضوية كارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والبول السكري وقرحات المعدة وتقلص القولون والربو والصداع تنشأ في أكثر الأحيان من الاضطرابات النفسية. وقد أمكن بفضل الله تعالى شفاء كثير من هذه الحالات بالعلاج النفسي.
وتظهر هذه الأمراض أو بعضها في الشخص المنطوي على نفسه ذي المزاج المرهف، إذا تعرض لصدمات نفسية شديدة ولم يتمكن من التغلب عليها، وحينئذ تتواتر أعصابه فتضطرب وظائف جسمه وغالباً ما تتركز الأعراض في عضو من جسمه، خصوصاً إذا كان عضواً ضعيفاً في الأصل.
ولكي نعيش بأعصاب سليمة يجب علينا أن نتجنب التفكير المستمر والعمل المتواصل فإن لنفسنا كما لبدننا علينا حقاً.
وعلينا أن ننسى عملنا بمجرد انتهائه، وأن نخلد إلى الراحة من أعمالنا ومشاغلنا كلما سنحت لنا الفرصة وعلينا أن نغتنم عطلة آخر الأسبوع والإجازات الصيفية لتحقيق ذلك، ويجب أن نقضي هذه الإجازات بعيداً عن محيط عملنا، فإذا عدنا إلى عملنا كنا هادئي البال نشيطين.