«الجزيرة» - الرياض:
حذَّر أصحاب الفضيلة خطباء الجوامع في أكثر من (21.000) جامع ومسجد مساند في مناطق المملكة في خطبهم يوم الجمعة الماضي من خطر المخدرات وأضرارها المتعدية وحرمة تعاطيها، مؤكدين أهمية حفظ الناشئة منها، ووجوب الإبلاغ عن مهربيها ومروّجيها ومستعمليها، والتعاون مع رجال الأمن في التصدي لها.
جاء ذلك إنفاذاً لتوجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي أصدر توجيهاته بتخصيص الخطبة يوم الجمعة بعموم مناطق المملكة في إطار مشاركة الوزارة في الحملة الوطنية تحت شعار «حياتك أغلى لا تهدرها بالمخدرات».
وأكدوا أن الله قد وهب الإنسان العقل وخصّه به عن سائر المخلوقات وجعل المحافظة عليه من الضروريات فهو القوة المُفكرة التي يختار بها الإنسان طريق الخير ويبتعد به عن طريق الشر، كما بيَّن الخطباء أن المخدرات من أعظم أسلحة الدمار التي يستخدمها أعداء الدين للفتك بأبناء المسلمين.
وبيَّن الخطباء أن المخدرات على اختلاف مسمياتها وأنواعها وأشكالها وتركيباتها محرَّمة شرعًا، مستشهدين بعدد من الآيات والأحاديث الدالة على ذلك من الكتاب والسنة.
وذكر الخطباء أن تعاطي المخدرات يحطِّم إرادة الفرد المتعاطي؛ وذلك لأن تعاطي المخدرات، يجعل الفرد يفقد كل القيم الدينية والأخلاقية، ويتعطَّل عن عمله الوظيفي والتعليم مما يقلِّل إنتاجيته ونشاطه اجتماعياً وثقافياً، مشيرين إلى أن من ابتُلي هو أو ابنه أو بنته أو زوجته بمثل هذه المصائب، فليبادر بالعلاج، فليس بعيب، إنما العيب الاستمرار في الخطأ.
ووجّه الخطباء النصيحة لمن ابتلي بشيء من ذلك لقريب أو صديق فليبادر بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بعلاجه وإنقاذه من تلك السموم الفتاكة قبل فوات الأوان.
كما حمدّ الله خطباء الجوامع على ما يلقاه المواطنون والمقيمون في هذه الأرض المباركة من العناية والاهتمام في حفظ هذه البلاد من المخدرات ومحاربتها بكافة أشكالها وأنواعها منوّهين بجهود رجال الأمن في مكافحة المخدرات والجمارك؛ الذين يعملون على حماية المجتمع من آفة المخدرات، لافتين إلى أن التقارير التي تصدر بين الفينة والآخرى محل فخر واعتزاز وهي تتوج العمل الدؤوب المخلص الذي يبذله رجال الوطن المخلصين لحماية الوطن وأبنائه من شر وخطر المخدرات ومروّجيها.
وشدد الخطباء على أن من الواجبات الشرعية تجاه رجال الأمن الدعاء لهم بالتوفيق والإعانة والحفظ، والتعاون معهم للتصدي لخطر المخدرات وحماية الوطن منها بكل الوسائل، مجمعين إلى أن الإبلاغ عن تجار ومروّجي المخدرات من الواجب الشرعي والوطني الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي حث عليه ديننا الحنيف.
الجدير بالذكر أن توجيه معالي وزير الشؤون الإسلامية بتوحيد الخطب للتحذير من المخدرات يأتي في إطار سعي الوزارة المتواصل ودورها الفاعل في المساهمة في نشر الوعي الشرعي، وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، كما يعكس حرص الوزارة على تفعيل دور خطبة الجمعة في التوجيه والإرشاد إلى الموضوعات والقضايا التي يحسن التنبيه إليها، والتذكير بها، ومنها توعية المجتمع عن أضرار المخدرات.