عبدالله عبدالرحمن الغيهب
ذِكْرك العطر وسيرتك الجميلة ومواقفك مع الزملاء وطلاب المعاهد والمراكز والكليات التقنية كل هذا وأكثر يذكرنا بمعاليكم تعاملاً وأسلوباً وإدارةً وزمالة، رحيلك يا أبا سليمان آلمنا ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، لقد مر على مواراة جثمانك الثرى عدد سنين فما نسيناك ولن ننساك ما عشنا فلك في القلب مكانة تذكرنا بسيرتك العطرة وأخلاقك العظيمة، ندعو ونسأل لك الرحمة والغفران.
الذكريات عن أبي سليمان كثيرة وله في كل مكان بصمة حب وتقدير واحترام، فكل العاملين في التدريب المهني (وهذا هو الاسم القديم لهذه المنشأة التعليمية قبل أن يتحول إلى المسمى الجديد)، أقول كل العاملين معه لا ينسون الجوانب الإنسانية التي يوليها معاليه كل اهتمامه فكان مدرسة في الأخلاق والتعامل اللطيف مع الطلاب والموظفين والمدربين والمدرسين وأيضا حرصه على كل ما من شأنه مساعدة المراجع وتسهيل إجراءات العمل أمام الجميع طلاباً وأولياء أمور واختياره لموظفين مميزين خُلقاً وتعاملاً لملء الوظائف ذات الصلة بالطلاب من أجل تذليل الصعوبات التي تعترضهم حتى لو تطلب الأمر مراجعة معاليه شخصيّاً انطلاقاً من نظرته الإنسانية بأن هؤلاء الفئة من المواطنين يقفون على مفترق الطرق، وأن لهم حق العيش الكريم خصوصاً أن الدولة - أعزها الله - أنشأت هذه المرافق التعليمية والتدرييبة حتى يجد كل مواطن ما يناسبه من التعليم ويأخذ فرصته في سوق العمل.
رحم الله أبا سليمان فقد مر بعدد من المراكز ابتداءً من مدير عام فنائب محافظ ثم محافظاً للمؤسسة ولم تغيّره تلك المناصب ولم يغتر بها بل زادته تواضعاً، فالمراجع والموظف يأنس بالجلوس معه في مكتبه وينصرف وقد حصل على طلبه أو اقتنع نتيجة النقاش الهادئ وما تتطلبه مصلحة العمل، وهذه الجزئية تشكل هاجسه وحرصه الدائم كما أنه لا يبخل بالمشورة وإعطاء الرأي وتقديم ما يلزم من قبل المؤسسة للجهات الإنسانية والخيرية، فله مواقف كثيرة مع الجهات التي تحتاج أو ترغب في خدمات المؤسسة كالسجون وغيرها سواء كانت تدريبية أو تعليمية.
رحم الله فقيدنا الغالي، فقد كان مدرسة في التعامل والأخلاق وإنجاز العمل، ولا أنسى أن أشير إلى أن آخر وظيفة تقلدها كانت في مجلس الشورى، ولا بد أن زملاءه في المجلس لمسوا الأحاسيس وتلك المشاعر وسلامة الصدر لدى فقيد الوطن معالي الأستاذ محمد الضلعان، وكم تمنيت زيارة مسقط رأسه مدينة الرس أجوب شوارعها أقرأ لوحاتها لأرى اسم معاليه مرسوماً على أحد شوارع المدينة ولا أخال البلدية إلا فاعلة، رحم الله فقيد الوطن وأسكنه فسيح جناته.