يوسف بن محمد العتيق
يموت الأديب الكبير أو الشاعر الشهير أو المؤلف الخطير أو وجيه المجتمع أو صاحب الحضور الاجتماعي فتكثر رسائل الثناء والترحّم عليه والدعاء له، وهذا أمر طيّب ومطلوب وطبيعي.
إلا أن أكثر ما نقف عنده هو أن بعض خصوم هذا المتوفى كان طول حياتهما في معارك فر وكر معه، ويتخلّل هذه المعارك نقد لاذع، وكلمات خارج السياق الأخلاقي، وربما أكثر، وبعد الوفاة يتعدل سلوك الخصم فيكيل عليه من الثناء والمدح عكس ما كان يقوله في السابق.
لماذا لا نرضى عن خصومنا إلا بعد وفاتهم؟
لماذا ننشر أغلاطهم في حياتهم وصوابهم وحسناتهم بعد وفاتهم؟
لماذا لا يصلح بيننا وبين خصومنا إلا الموت؟
مع الأسف هذه الظاهرة نجدها في بطون الكتب وأعمدة الصحف وزواياها، وهي التسامح والرضا بعد الموت.
المحزن أن كثيراً من الاختلافات والخصومات التي بين الكثير منا لا تستحق الهجران والمقاطعة، بل تتطلَّب الحوار والمفاهمة.
لأجل هذا وذاك، أصلح ما بينك وبين خصومك، وخصوصاً من طالت مدة الخصومة معه.
قبل أن يأتي بينكما الصلح، وأحدكما خارج الحياة.