سهوب بغدادي
في عام 1382هـ - 1962م ألقى الأمير فيصل بن عبدالعزيز (ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت)، بياناً وزارياً بتاريخ 2 / 6 / 1382 هـ أعلن فيه عزم حكومة المملكة على إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد، على اثر ذلك وفي عام 1383هـ - 1963م أقر مجلس الوزراء مشروعاً بإنشاء التلفزيون في المملكة على مرحلتين، الأولى: بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة أما الثانية: إنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تطوراً، ولا يخلو منزل من ذكرى لبرنامج أو مسلسل، أو نغمات خالدة في الذاكرة، سواء بانتظار الفوازير الرمضانية وبرامج السباقات والأحاجي والمعلومات، أو بالأعمال الدرامية للكبار والصغار والحلقات الكرتونية، بالنسبة لي كطفلة كنت انتظر من العام للعام «بابا فرحان» فالمؤلف خالد الحربي-رحمة الله عليه- أتحفنا بالأعمال النوعية والخيالية السابقة لزمانها عبر السيناريوهات والمقطوعات الموسيقية في مطلع وآخر الحلقات، ومن هذا المنبر، أتوجه بالشكر الجزيل للفنان جميل علي الذي شكل الشخصية المحبوبة أم الخير، وغيرها الكثير من الشخصيات المفصلية في الدراما السعودية وخاصًة تلك الممزوجة بالعبق الحجازي.
فضلا عن عدد من الأسماء اللامعة في مجال تقديم الأخبار والنشرات، قد يتساءل البعض عن سبب تخصيصي لمقال عن التلفزيون في هذه الفترة المكتظة بالفعاليات والأنشطة، لأقول إن معرض الرياض الدولي للكتاب السبب لتفكري في تاريخ التلفزيون في المملكة الحبيبة وأبرز المحطات في تاريخه، فكان هناك جناح خاص بقناة الإخبارية السعودية، ومن ضمن الأنشطة التعريفية بالقناة، محاكاة مصغرة لاستوديو الأخبار، فكان عدد من مرتادي المعرض يقومون بتجربة دور المذيع والجلوس أمام الكاميرا، كل ذلك على شاشة ليراها المارة، تجربة جميلة وترويجية في ذات الوقت، حقًا، لقد مر التلفزيون بأوقات ليست الأفضل، إلا أننا الآن عندما نقارن الأداء العام للفريق والمنتج النهائي نجد الفرق الإيجابي، والقادم أجمل بإذن الله تعالى.