أ.د.عثمان بن صالح العامر
أحياناً تتعجب من بعض الطقوس الدينية والشعائر التعبدية التي لا يمكن بحال أن يقبلها عقل بسيط ساذج فكيف بمن نال مرتبة من العلم عالية، وبلغ من المال والجاه والمناصب ما يتعارض كلية مع ما يعتنقه من ديانة، ويمارسه من سلوك تعبدي هو من صلب نحلته التي يعتنقها.
عندما تصلك صورة لرجل حظي بشهرة عالمية، وتحقق له الوصول لأعلى منصب في دولته ذات الصيت، ومع ذلك كله يتناول الروث المقدس من صحن بين يديه!. جزماً لابد لك حتى ولو كنت عامياً بسيطاً فضلاً عن أن تكون مثقفاً متعلماً أن:
- تستشعر نعمة الإسلام عليك الذي عزز عقلك وحمى تفكيرك وترفع بك عن الخرافة والأسطورة والنزول إلى مستنقع سفاف الأمور.
- تعرف أن العلم متى ما انبت وانقطع عن الهداية الربانية فقد يكون صاحبه مهما وصل في سلم الترقي الأكاديمي جاهلاً متخلفاً يقبل على نفسه أن يمارس طقوس تعبدية تتنافى مع أبسط القواعد العقلية لدى الإنسان البسيط اعتقاداً منه أنه في هذه المقارفة طاعة للإله أياً كان هذا الرب (القوة القاهرة في هذا الوجود).
- إن الوثنية صفدت عقول طائفة من البشر واصمت آذانهم عن سماع الحق طوال التاريخ البشري الطويل وصولاً إلى مطلع القرن الحادي والعشرين فانتكست فطرهم وزلت بهم الأقدام، ليس لنقص أو غموض أو خلل في ذات الحق الذي ختم الله به الرسالة -حاشى أن يكون- ولكن لأن الران صار على قلوبهم غطاء ثقيل تلحفت به هذه المضغة التي هي جهاز الاستجابة أو الاعراض لا سمح الله.
- مع أن هذا الصنيع ممجوج عقلاً وشرعاً ومرفوض جبلة وذوقاً إلا أن فعله تعبداً وديانة أشد وانكى، ولو شاهدت أحداً من البشر يفعله شهوة وهوى لانتقصت عقله واتهمته بالجنون أو تغيب الإدراك جراء شرب المسكر أو تعاطي المخدرات، فكيف بمن يعتقد أنه روث مقدس والعياذ بالله.
ليس هذا الفعل التعبدي فقط هو ما يشعر المسلم بنعمة الدين التي ربط عليه قلبه، إذ إن هناك كثير من الطقوس والشعائر ربما لا تصل لهذه الدرجة من القبح إلا أنها تتعارض مع المنطق العقلي الذي به كرم الإنسان وميز، فالحمد لله أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً على نعمة الهداية لهذا الدين (الإسلام) على المنهج السلفي الوسطي الصحيح، والحمد لله أننا في بلد لا وثنية ولا صنمية ولا قبورية فيه، والحمد لله أننا ننعم بقيادة تحارب كل هذا، وأنه سبحانه منّ علينا بعلماء ربانيين يحذروننا من انطماس العقول والسير وراء الأهواء والانزلاق في براثن الخرافة والخزعبلات،، وإلى لقاء والسلام.