أحمد المغلوث
بداية تابعت عن بعد معرض الرياض للكتاب. هذا المعرض الذي شهد -والحق يُقال - حضوراً لافتاً. وكان الحضور الطاغي فيه للكلمة، وكما يُقال كل شيء رائع وجميل, فيه شيء من السحر، وما أروع سحر البيان. فكما تعلمنا ونحن على مقاعد الدراسة الابتدائية ومن خلال أساتذة لا يمكن أن ننساهم أن للغتنا العربية وبيانها سحراً مهيباً وعظيماً.
وعلى مر القرون كانت اللغة والكلمة دائماً سباقة في حضورها اللافت، بل والمدهش والدائم. ومن هنا كانت الكتب على اختلاف أنواعها «كنوزاً» تتوارث، بل حظيت في مختلف دول العالم باهتمام وحظوة وتقدير كبير لا يختلف عليه اثنان...»وإن من البيان لسحرا» وفي رحاب هذا السحر البياني الحافل والمثير والممتع كان معرض الرياض الذي أبدعت فيه وزارة ثقافتنا الوثابة بتوظيف إمكاناتها واهتماماتها وتنوّع الفعاليات التي باتت حاضرة في المعرض.
وكل من عشق القراءة وجد فيها يوماً بعد يوم رحلة ممتعة فيها الكثير من الفائدة والأسرار والمعلومات ورحيق عشاقها خاصة عندما يكتبون خواطرهم أو تجاربهم التي عاشوها منذ الصغر وحياتهم في الماضي البعيد.
واليوم ووطننا يعيش زمن الرؤية والانفتاح المحمود الذي أتاح الفرصة لمزيد من حرية التعبير لا شك أن ذلك حظى بالتقدير الكبير في الداخل والخارج. فوطننا وفي هذا العهد المزدهر بالعطاء والتنمية المستمرة في مختلف المناطق يتأهب كل يوم لكل جديد ومفيد للوطن والمواطن وحتى المقيم.
كل جديد يستقبله الجميع بشغف، ومن الجميل أن كل عطاء خير من القيادة الحكيمة للمواطن الذي يعيش في وطنه تحت ظلال الأمن والاستقرار بسعادة مقدراً لاهتمامها ولمواقفها المختلفة المنحازة له والساعية لسعادته، وبالتالي لا يختلف اثنان أن كل نشاط يقام في رحاب الوطن وبحجم معرض الرياض الدولي يشكل علامة مضيئة في تاريخ هذه الأرض الطيبة والمعطاءة فها هي الكلمة (البيان والسحر) تزف للملايين من عشاقها في معرض متميز فلا عجب فالكلمة التي بدأ يتعلمها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم هي «إقرأ» يا الله لقد اختصرت هذه الكلمة كل ما هو مطلوب من كل إنسان في هذه الحياة أن يعرفه.
فبعد معرفته للقراءة وسبره غورها وخصوصاً أن لغتنا العربية لغة القرآن الكريم هي من أرقى اللغات السامية والعظيمة وأنها بلغت من التطور والمقام الرفيع مكانة عالية على مستوى العالم فباتت -ولله الحمد - في المقدمة، بل إنها تفوّقت على لغات أخرى كالعبرانية والسوريانية كما تشير إلى ذلك المراجع التاريخية، بل في واقعنا المعاصر والمعيش وكما لا يخفي على كل قارئ كريم أن لغتنا العربية امتازت عن اللغات الأخرى بخصوصيتها وتميزها وتأثيرها صوتياً وسماعياً، وكم من جاهل بها تأثر كثيراً عند سماعه للقرآن الكريم، بل هناك من سارع بعد سماعه إلى النطق بالشهادة.. والإسلام.
وكما هو معروف أن القرآن معجزة رسولنا الكريم، فهو حجة بلاغية تحدى بها العرب الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
هكذا هي الكلمة.. وبيانها الساحر ومنذ فجر الإسلام.. وماذا بعد بوركت الكلمة الساحرة وكتبها ومعارضها وعليكم السلام.