إبراهيم بن سعد الماجد
في زيارتي لمعرض الكتاب، لفت انتباهي جناح (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) وكان أن توقفت عنده، والتقيت بشباب في غاية الكياسة واللباقة، وسعدت بالجلوس مع المشرف على الجناح الأستاذ عاشور الجهني، الذي أفاض بشرحه عن أهداف التحالف، وما حققه من نتائج خلال السنوات الخمس التي مضت من عمره.
* عادة تكون البدايات صغيرة، ثم تكبر شيئًا فشيئًا، لكننا في هذه المقالة أمام نموذج بدأ كبيرًا، بل إنه منذ بداية الفكرة، إلى وجودها على أرض الواقع لم يستغرق أكثر من 60 يومًا!
* في الثالث من ربيع الأول لعام 1437هـ تم الإعلان عن إنشاء (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) قاد هذا الإنجاز أمير المستحيل محمد بن سلمان، فعمل على تكوين هذا التحالف الذي عادة يستغرق سنوات، كونه يجمع أكثر من 40 دولة، ذات ثقافات وميول مختلفة، بل وسياسات متنافرة!
في تجمع أذهل العالم، كانت الرياض على موعدٍ مع هذا الإنجاز غير المسبوق، لمحاربة الإرهاب على كافة الأصعدة، وفي تحدٍ يؤكد على أنه المسألة ليست فقاعة إعلامية، كان التجمع، وكانت المتابعة لهذا الاتفاق أولاً بأول.
* تقول مجالات عمل التحالف أنها تعمل على مسارات متعددة، منها الفكري، والإعلامي، والمالي، والعسكري.
الفكري:
1 - تعزيز روح الفخر بالمبادئ والتعاليم والثقافة والتراث الإسلامي.
2 - تحقيق التوافق المنشود في الفهم الصحيح للمبادئ الدينية.
3 - تعزيز قيم الاعتدال والوسطية التي نادى بها الإسلام، من خلال نهج محلي يقدر حياة الأفراد، ويرحب بالتنوع والاختلاف.
4 - تحقيق تأثيرات إيجابية واسعة على المستويات الفكرية والنفسية والاجتماعية المتعلقة بمكافحة الإرهاب في ربوع العالم الإسلامي.
الإعلامي:
1 - محاربة الخطاب الإعلامي للمنظمات الإرهابية وإغراءاتها، وكشف تجاوزاتها، ونقل تجارب ومعاناة ضحايا الجماعات الإرهابية والتائبين من غيها.
2 - بيان ما يتمتع به الإسلام من ثراء، وتنوع ثقافي، وفكري.
3 - دعم الأصوات صاحبة المعرفة الصحيحة والمصداقية التي تمثل نموذجًا يحتذى به على مستوى العالم الإسلامي.
محاربة تمويل الإرهاب:
1 - تعزيز أفضل الممارسات، وبناء قدرات الدول الأعضاء في محاربة تمويل الإرهاب.
2 - تعزيز بيئة داعمة لتبادل المعلومات المتعلقة بمحاربة تمويل الإرهاب بين الدول الأعضاء، والدول الداعمة، والمنظمات الدولية.
3 - مساعدة الجهات المختصة في محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء في امتلاك الآليات الملائمة للوقاية، والكشف، والإبلاغ، والمحاكمة في عمليات تمويل الإرهاب.
4- تطوير الأطر القانونية والتنظيمية والتشغيلية، المتعلقة بمحاربة تمويل الإرهاب، وتفعيلها لدى الدول الأعضاء.
العسكري:
1 - تعزيز منظومة فاعلة تردع الأعمال العدوانية للتنظيمات الإرهابية، وتوقف مساعيها لإلحاق الضرر بالدول والمجتمعات والأفراد.
2 - سد الثغرات ومواطن الخلل في القدرات العسكرية في مجال محاربة الإرهاب لدى الدول الأعضاء.
3 - تحقيق التكامل بين الأنشطة العسكرية لمحاربة الإرهاب، والمجالات الفكرية والإعلامية.
4 - تقديم يد العون والدعم والمساعدة لأعضاء التحالف في جهودهم العسكرية لمحاربة الإرهاب، ومساعدتهم في تنسيق العمليات فيما بينهم.
5 - بناء إطار للمساعدة في بناء القدرات العسكرية، وبرامج التدريب، وتبادل المعرفة والخبرات المرتبطة بمحاربة الإرهاب بين الدول الأعضاء، والدول الداعمة.
6- توفير منصة تمكّن الدول الأعضاء من تبادل المساعدة، والحصول على دعم الشركاء والدول الداعمة في مجال بناء القدرات العسكرية لقوات الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب.
* أربعة أدوار لا يمكن أن ينجح واحد دون الآخر، وتتحمل المملكة العربية السعودية العبء الأكبر لتحقيق أفضل النتائج، خاصة إذا علمنا أن بعض الدول تعاني ضعفاً في الأنظمة المالية، مما يسهل على بعض الجماعات تمرير الأموال المشبوهة عبرها، وهذا أمر في غاية الخطورة.
* تحية تقدير وإجلال لكافة العاملين في هذا التحالف الكبير بكياناته، ونتائجه.