إيمان حمود الشمري
من غير المقبول أن تسحب شخص من منزله وتضعه مباشرة في مواجهة الجمهور دون أي تدريب أو تهيئة مسبقة، حيث إنك تظلمه وتظلم الزبائن وتظلم السلعة نفسها، فبعض البائعات لم تعتد التعامل مع الغرباء حيث إنها تعيش في محيط عائلتها الضيق وتكتسب من ثقافتهم وسلوكياتهم وما تربت عليه، وتعكس هذه الثقافة على بيئة العمل مما يسبب صدمة للزبائن وفجوة كبيرة بين البائع والمشتري.
اختلاف الثقافات وقائمة طويلة من تصرفات البائعات غير المقبولة بسبب التفاوت البيئي والثقافي بحاجة لتهذيب من حيث ارتفاع نبرة الصوت بالحديث فيما بينهن والثرثرة في خصوصياتهن وما يدور في منازلهن أمام الزبائن كلها تعتبر تصرفات غير لائقة!! أكاد أعرف ماذا يدور في حياتهن الشخصية من أول زيارة للمحل بسبب تبادل الحوارات الخاصة والرد على المكالمات، إضافة للاصطدام والشجار وتراشق الألفاظ في بعض الأحيان أمام الزبائن دون أدنى احترام، ولا يخفى عليكم رائحة الأكل التي أصبحت تملأ المحلات وتؤثر أحياناً على رائحة الملابس، أصبحت أدخل المحلات وكأنني أتجول في سلسلة من مطاعم الوجبات السريعة، فضلاً عن عدم الدراية الكافية بالسلعة وكيفية الترويج لها والتهاون في خدمة الزبون. فالفكرة الأساسية من إعادة تأهيل البائعات، أن تستمر العجلة الاقتصادية بالبيع والشراء وتدوير المال، كي لا يضطر الزبون للبحث عن البديل باللجوء إلى مواقع الشراء عن بعد، ويحرم نفسه من متعة التجول للتسوق.
نحن بلد يطمح لأن يكون في مصاف الدول السياحية عالمياً، والأسواق وجهة مهمة وجاذبة للسياح، يجب التركيز عليها وتهيئة البائعات بتهذيب سلوكياتهن وكيفية انتقاء الألفاظ، وتدريبهن تدريباً كافياً على التعامل، ووضع قوانين حازمة في حال شكوى وتذمر العميل من عدم الاهتمام أو بسبب انعدام لغة التواصل لحفظ حق الزبون وصاحب المحل، حيث أنهن لو نجحن في التعامل مع المواطن والمقيم بالتالي سوف ينجحن في التعامل مع السائح وحفظ صورة الوجه السياحي للبلد. ولا أنكر أن هناك من يشرفنا ولا أخفي إعجابي إطلاقاً عندما أجد فتيات مجتهدات بالبيع والتعامل وأشد على أيديهن بالتشجيع، ولكن هناك فئة لايستهان بها بحاجة لضبط التصرفات كي لا يتم إحراجنا أمام العالم الخارجي، حيث إننا من الممكن أن نتقبل بعض التصرفات بحكم تفهمنا للاختلاف البيئي ولكن الجنسيات الأخرى لن تمرر هذه التصرفات وسوف تنقل الصورة للخارج.