صبار عابر العنزي
التشرد Homelessness، هو الحالة التي يكون فيها الشخص بلا سكن دائم، والأشخاص المشردون عادة ما يكونون غير قادرين على الحصول والحفاظ على المسكن الدائم والآمن، والمناسب، أو يفتقدون محل الإقامة الثابت، الملائم، والملائم للسكن ليلاً.
ويختلف التعريف القانوني للمتشرد من بلد إلى آخر، أو بين الكيانات أو المؤسسات المختلفة في البلد أو المنطقة نفسها ويشمل المصطلح أيضاً الأشخاص الذين يقضون الليل في الأكواخ، أو صناديق الورق المقوى أو في ظروف إسكان مماثلة أخرى.
ودائما ما ينظر إلى أطفال الشوارع أو أناس الشوارع, على أنهم الصورة الكبيرة والجلية للتشرد البشري في المجتمع الذين يحيون فيه, تقف وراء ذلك التشرد العديد من الأسباب, منها ما هو نفسي وما هو اجتماعي وأيضا ما هو مرضي عضوي ومن يطلق على المتشرد أنه من يعيش في مسكن دون المستوى الأدنى أو من دون ملكية آمنة، ويُمكن تصنيف الناس على أنهم مشردون في حال كانوا يعيشون في الشوارع أو يتنقلون بين ملاجئ مؤقتة تتضمن منازل الأصدقاء والعائلة وأماكن الإقامة الطارئة, أو يعيشون في منازل داخلية خاصة من دون حمام خاص أو مكان آمن.
وقد يصبح الشخص مشرّداً لا مسكن له لعدّة أسباب منها فقدان الوظيفة وانعدام الدخل، أو المعاناة من مشاكل صحية أو عقلية، أو التعرّض للعنف الأسري، أو حدوث كارثة في المنزل مثل الحرائق، أو الفيضانات، أو بسبب الحروب.
والتشرّد آفة مجتمعية تستدعي العلاج، مما يعني ضرورة البحث عن أسباب هذه الظاهرة، وقد تم حصر بعضها بالفقر الذي تؤدي ظروف الحياة الصعبة من عدم تمكّن البعض من توفير الأولويات الضرورية للحياة مثل المأكل، والمشرب، ومظاهر الرعاية الصحية، ومصاريف السكن؛ مما يجبرهم على التشرّد في المجتمعات.
وقد يصبح الفرد متشرّداً بسبب ارتفاع أسعار الأجور والمساكن، لا سيما عندما يكون الحد الأدنى للأجور التي يتقاضاها غير كافٍ لسداد الأجور المترتبة على هذا المسكن، ويُعزى هذا كله إلى النمو السكاني الكبير الذي يشهده العالم لا سيما في المناطق الحضرية منه وما تشهده من كثافة سكانيّة.
البطالة موجعة، فقد يعجز الفرد عن تحقيق متطلبات الحياة الأساسية بسبب انعدام وجود مصدر دخل له من وظيفة ثابتة، أو بسبب فقدان الوظيفة التي كانت مصدراً لأمانه وسد احتياجاته بشكل مفاجئ، وسط مجتمع وظيفي أصبح يصعب على الفرد إيجاد فرصة عمل فيه بسهولة، ممّا قد يؤدي إلى إخلاء الفرد من منزله وتشرّده.
ويعد العنف المنزلي واحداً من أسباب التشرد، فقد يجد الفرد نفسه مضطراً للاختيار بين البقاء في منزلٍ يتعرّض فيه لأحد أنواع الإيذاء المتمثلة بالإيذاء الجسدي، أو الجنسي، أو النفسي، أو مغادرته دون وجود مأوى مناسب له.
وتُشير بعض الإحصائيات ذات الصلة بأن ما نسبته 90 % من النساء الغربيات اللواتي انتهى بهن المطاف كمشردات جاء نتيجة لما تعرّضْن له من سوء معاملة خلال حياتهن.
في بعض الأحيان تعيق الاضطرابات العقلية قدرة الشخص على القيام بالأمور الأساسية الحياتية مثل العناية بالنفس، وإدارة أمور المنزل، وتكوين العلاقات مع الآخرين والحفاظ عليها، وذلك بسبب ما يعانيه من قصور في الفهم والتصرّف بطريقة بعيدة عن الحكمة والعقلانية، ممّا يؤدي لابتعاد العائلة والأصدقاء ومن يمدّون يد العون له عن محيطه.
يرى البعض أنّ الإدمان وما يخلّفه من مشاكل واضطرابات نفسية وصحية دافع لتحويل الفرد إلى شخص متشرد، إلّا أنّ البتَّ في هذا الأمر يُعدّ شائكاً ومعقداً، حيث إنّ نِّسب المدمنين المرتفعة في صفوف المشردين في العالم لا تُعزى إلى الإدمان وحده، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التي تتداخل ممّا يعني أنّ الإدمان وحده لا يُعدّ سبباً كافياً لتشرّد الفرد، بل إنّه غالباً ما يأتي كنتيجة لما يقاسيه الفرد من ظروف معيشية صعبة أثناء تشرّده، وارتفاع في مستويات التوتر لديه نتيجة لذلك؛ الأمر الذي قد يدفع بعض المتشردين إلى اللجوء للمواد المخدّرة لاعتقادهم بأنها تخفّف عنهم معاناتهم.
المجتمعات العربية والغربية لديها نظرة قاسية حيال هذه الفئة البشرية من المتشردين فمثلاً الأشخاص الذين أنهَوا عقوبة سجنهم قد يعانون من صعوبات عديدة تتعلق في إيجاد مساكن مناسبة لهم يستقرّون بها وفرص عمل ثابتة، وذلك بسبب القيود القانونية المفروضة عليهم، والتمييز المجتمعي الذي يمارسه الأفراد ضدّهم بسبب سجلاتهم الجنائية على أنهم أصحاب أسبقيات.
أخيرًا العاطفة قد تقود بك الا التشرد والضياع ومواجهة المآسي والصعوبات مثل اختبار علاقة فاشلة أو ارتباط غير ناجح بالشريك.