بفضل الله أنقذ فريق طبي جراحي متخصص في مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم حياة طفل «5 سنوات» بعد أن أُجريت له عملية جراحية ناجحة لإزالة ورم دماغي ضخم.
وذكر د. ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب ورئيس الفريق الطبي المعالج أن الطفل جاء إلى مستشفى د. سليمان الحبيب محولاً من مستشفى آخر بالمنطقة، وهو في حالة أقرب إلى الإغماء مع شلل في أعصاب العين، وفور وصوله تم تحويله إلى العناية المركزة للأطفال، مع تقديم بعض العلاجات الأولية التي ساهمت في استقرار الحالة، ومن ثم خضع الطفل لفحوصات طبية دقيقة، كشفت أن الورم الدماغي ضخم ومتشعب بين المخيخ وجذع الدماغ، إضافة إلى أنه متشابك مع أعصاب الدماغ، وبشكل أكثر حدة مع العصب الثالث والرابع والسادس. علمًا بأن هذه المنطقة هي التي تتحكم في حركة عضلات العين. كما أن الفحوصات بيّنت كذلك وجود استسقاء دماغي.
وأضاف د. مسعود بأن الفريق الطبي المعالج الذي مثل فيه التخصصات كافة ذات الصلة بالحالة المرضية قرر التدخل جراحيًّا، ووضع خطة علاجية متكاملة، بدأت بزراعة جهاز داخل الدماغ لإزالة ضغط الاستسقاء الدماغي، ومن ثم خضع الطفل لعملية جراحية دقيقة ومعقدة، أُجريت في وضعية الجلوس، وتم فيها إزالة الورم بشكل كامل تحت المراقبة العصبية بأحدث الأجهزة، وفي نهاية العملية التي استمرت قرابة «8» ساعات تم تحويل المريض إلى العناية المركزة للأطفال وهو بحالة مستقرة، ولاحقًا تم أخذ صورة رنين مغناطيسي للدماغ، وأظهرت النتيجة نجاح العملية، وأكدت إزالة الورم بالكامل دون إصابة المخ أو المخيخ أو أعصاب الدماغ بأي ضرر والحمد لله. واستطرد د. ناجي قائلا إن الحالة الصحية للطفل تتحسن باطراد؛ إذ تخلص من أجهزة التنفس الصناعي في اليوم الثالث من العملية، ثم بدأ في تلقي العلاج الطبيعي والتغذية مباشرة، وبعد «6» أيام من الرعاية الطبية الحثيثة بالعناية المركزة تم تحويله لغرفة التنويم، وبقي فيها محاطًا بالعناية الطبية لمدة «6» أيام أخرى قبل أن يغادر إلى منزل أسرته بحالة صحية ممتازة.
واعتبر د. مسعود العملية من العمليات النادرة والمعقدة بالنظر إلى أنها لا تحتمل الخطأ مهما كان صغيرًا، وأي ضرر يصيب المخ أو المخيخ أو الأعصاب تكون نتائجه وخيمة؛ لذلك فإن هذه العمليات يجب أن تُجرى في المستشفيات الكبيرة المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وعلى أيدي كفاءات طبية ذوي خبرات عالية.