عبده الأسمري
بين الإلقاء من عمق الهبة إلى أفق الموهبة ووسط النقاء من أصل القيمة إلى صرح المهمة تشكلت شخصيته بين السلوك والمسلك..
صال في «ميادين» الإعلام ونال مضامين الإلهام فكان المذيع «الهمام» الذي امتطى صهوة «الصوت» ونال حظوة «الصدى» فقطف ثمار «المدى» في شؤون «الإذاعة» ومتون «البراعة».
من بوابة «أدعية» القنوت والتهجد والخشية ولج «القلوب» بتذكرة «اللحن» الشجي فكان «المذيع» النبيل الذي نثر عبير الخشوع «بالحديث» والإعلامي الأصيل الذي ملأ أثير «الهجوع» بالحدث في تواؤم بين الأداء والعطاء..
إنه المذيع والإعلامي الشهير خالد البيتي أحد أبرز المذيعين والإعلاميين في الوطن..
بوجه حجازي يشع طموحاً وينبع بوحاً مع تقاسيم جداوية تتكامل على طلة باسمة أمام الجميع وحاسمة حول «المايك»، وعينين واسعتين تنبعان بالذكاء وتشعان بالاستقراء، وشخصية متزنة تتوازى بين الود والجد وتتواءم وسط اللطف والعطف مع محيا أنيق يعتمر الأزياء الوطنية البيضاء التي تشبه قلبه وتعكس داخله، وصوت جهوري بنغمة فريدة ولكنة منفردة قوامها لغة فصيحة ومقامها نبرة حصيفة ترتكز على «اعتبارات» تنطلق من «مخزون» ثقافي وتخرج في «عبارات» تتسامى في «منتج» صوتي، قضى البيتي من عمره عقوداً وهو يملأ «الفضاء» بالتناغم الفريد بين الكلمات والمهمات في «متانة» لغوية فاخرة بالحرفية و»رصانة» صوتية زاخرة بالمهنية ليكون المذيع ذا «البصمة» الإذاعية والسمة التلفزيونية المكللة بالإبداع الإذاعي والمجللة بالإمتاع الفضائي.
في جدة وُلد وسط «أسرة» كريمة وبين أب حانٍ ملأ قلبه بموجهات «الفلاح»، وأُم متفانية أشبعت روحه بتوجيهات «الصلاح»، وكانت ولادته بمنزلة «الفرح» الذي اكتمل «بدراً» ليلة قدومه..
ركض البيتي في حواري «العروس» مطلقاً ساقيه للتجوال بين ممرات «المنازل» العتيقة مراقباً البساطة في نهارات الكادحين مرتقباً الوجاهة في إمضاءات الغانمين.. فانخطف صغيراً إلى إنصاف النساء بتوزيع حنان «الأمومة» بالعدل بين الصبية في أزقة الحي، وانجذب باكراً إلى اتصاف الرجال بتوطيد معاني «الأبوة» بالتساوي بين الأطفال في أحقية «الجيرة».
تعتقت نفسه بأنفاس البحر الأحمر وتشربت روحه نفائس الساحل الغربي وغمرت وجدانه «ملاحم» النجدة في إغاثة الملهوفين واستعمرت داخله «مطامح» الجدة في إعانة العابرين فدون في ذاكرته «البريئة» عناوين «التعبير» وتفاصيل «التقدير» ليكبر «الإنسان» في أعماقه وينمو «العرفان» في آفاقه..
درس البيتي التعليم العام مشفوعاً بدعوات أمه صباحاً واستدعاءات أبيه ليلاً لتكتمل معادلة «الاقتدار» في يومه الدراسي مع نتيجة «الانتصار» في مسائه العائلي ليقف والداه كشاهدي عيان على بدايات «الاجتهاد» ونهايات «السداد» التي كانت شهادات شكر وعلامات امتياز علقها على حائط «غرفته» المكتظ بذكريات «الطفولة»..
انخطف البيتي طفلاً إلى نشرات الصباح عبر أثير راديو والده العتيق منصتاً لأصداء المذيعين ومعجباً بأنباء الفالحين.. كاتباً في كشكوله الخاص أسماء الكبار مذيلاً يومياته البريئة والجريئة بتوقيع خاص كان نهاية مفرحة لأمنيات ملأت فؤاده بعطايا «الوجوب» ومعطيات «الواجب» في توجيه بوصلة أحلامه قبلة «التلفاز والراديو».. فظل يبهر الاجتماعات الأسرية ببروفات «فريدة» من فصل الخطاب وروعة الأسلوب جعلته حديث العائلة ونبوءة العشيرة.
تعلم البيتي من محمد الصبيحي «استقامة» الحرف ومن ماجد الشبل رحمه الله «قامة الوصف» ومن غالب كامل «قيمة التوصيف» وانتهل من سبأ باهبري «جودة الحديث» ومن عبدالرحمن يغمور رحمه الله «أجادة التوضيح» معتمداً على نغمات «حنجرته» الذهبية التي تجمع بين الصوت الندي والصدى الشجي وتخرج في إمضاءات صوتية معطرة بالمهارة تكاد ترى بالبصر.. أنهى البيتي تعليمه والتحق بوظيفة في الخطوط السعودية واضعاً نصب عينيه الإذاعة ومولياً قبلة طموحه شطر التلفزيون.. ليرضخ «المستقبل» أمام سطوة «الدافعية» ويقبل المخاطرة وسط سلطنة «الأمنية»..
التحق بالإعلام وعمل مذيعاً ومقدماً لعشرات البرامج الإذاعية والمتلفزة والنشرات الإخبارية وشارك كمذيع رئيسي ومؤثر في العديد من المواسم مثل موسم الحج والمحافل الرسمية وتدرج في عدة وظائف ومناصب ثم صدر قرار بتعيينه مستشاراً في وزارة الإعلام بالمرتبة الرابعة عشرة عام 2012 وتولى منصب مدير تلفزيون جدة حتى 2018 ولا يزال البيتي يمارس هوايته ولعبته المفضلة في ميدانه الرحب في مناسبات مختلفة لا يزال يحضرها كمحتفى به ومحتذى بسيرته في محطات توشحت بكفاءة الإنتاج وتوسمت بمحاسن الأخلاق..
من البدايات المعززة بروح التمكن حتى النهايات المنجزة ببوح المكانة يقف البيتي «بطلاً» حصد «الصدارة» في ثناء الذكر ونال «الجدارة» في ثنايا الشكر.
في حضرة «أعماله» وحضور «اسمه» تحن «الآذان» إلى نغمات «صوته» وإيحاءات «إلقائه» لتطلق «الذاكرة» عرسها أمام محفل «الذوق» وتنال «الذائقة» مهرها في حفل «التفوق»..
خالد البيتي المذيع «المتوج» في منصات «التميز» والإعلامي «المبهج» في مستويات «الامتياز».